خلاف ذلك ، (والترجيح) كائن (عند التعارض) ، أي يطلب الترجيح ويحكم بمقتضاه ، فالترجيح مبتدأ خبره الظرف ، وقد يصحّح بالجر بالعطف على الاشتقاق على انّه وجه آخر ، والأوّل أظهر.
والمصنف بدء في التفصيل بالاشتقاق ، لأنه أقوى ، وقد يتعارض اشتقاقان ، ثمّ ان ترجّح أحدهما فهو راجح ، وان تساويا سمّى بالواضح ، وقد يكون بين اللفظين شبه الاشتقاق كما إذا بعدت المناسبة ، كالهجرع كدرهم وجعفر ـ للطويل ـ عند من جعله من الجرع ـ للمستوى من الرمل ـ ، وقد يطلق الاشتقاق على مثله ، فيحترز عنه إذا أريد الاشتقاق الحقيقي بالتقييد بالمحقق.
مقدّم) في الاعتبار على غيره من الوجوه عند التعارض ، لأنه أقوى فيحكم بمقتضاه ويطرح المعارض ، (فلذلك) الّذي ذكر من تقديمه (حكم بثلاثية ـ عنسل) ـ على زنة «فنعل» ـ بالنون بعد الفاء ـ على هيئة جعفر ، ـ للناقة السريعة ـ من العسلان وهو السرعة ، (وشأمل) ـ بتقديم الهمزة على الميم ـ ، (وشمأل) عكسه ، كلّاهما ـ لريح الشمال ـ على زنة «فأعل» بسكون الهمزة ـ و «فعأل» بفتحها ـ ، على هيئة جعفر أيضا من قولهم : شملت الريح : إذا هبت شمالا ، (ونئدل) ـ بالهمزة بين النون والدال ـ ، على «فأعل» بسكون الهمزة بعد الفاء ـ كهيئة زبرج ـ للكابوس الّذي يقع على الانسان باللّيل فلا يقدر على الحركة والقيام ـ من النّدل ، وهو الاختلاس ، كأنه يأخذ الانسان بغتة.
(ورعشن) ـ للمرتعش ـ من الرعشة ، على «فعلن» ـ بالنون في آخره ـ على هيئة جعفر وفرسن ، على «فعلن» بالنون ـ ، كزبرج ـ لمقدم خف البعير ـ من الفرس ـ بسكون الرّاء من غير نون ، وهو الدق ، لأنه يدق الأرض ، (وبلغن) بالنون في الآخر ، على «فعلن» كرعشن ـ للبلاغة ـ من البلوغ ، لما فيها من البلوغ