فلست لانسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب (١) |
وهو يحتمل وجوها من الاشتقاق ، ذهب إلى كل منها بعضهم ، والتفصيل : انّه (قيل :) والقائل الكسائي هو «مفعل» ـ بتقديم العين ـ لقلبها إلى موضع الفاء ، ترجيحا لاشتقاقه (من : الألوكة) ـ بتقديم الهمزة على اللّام ـ وهي : الرسالة ، لما فيه من المناسبة لكونه مرسلا من الله تعالى ، كما قال : (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً)(٢).
(وقال ابن كيسان) : القلب بعيد ؛ وهذا البناء بدون القلب لم يثبت بمعنى الرسالة ، ولم يوجد في كلام من يوثق به ، فهو «فعأل» ـ بفتح الهمزة ـ على اصالة الميم وزيادة الهمزة ، (من : الملك) ـ بكسر الميم ـ ، لأنّه مالك الامور الّتي جعلها الله تعالى إليه ، أو من : الملك ـ بالضم ـ بمعنى السلطنة ، فكأنه أثبت له سلطنة على ما جعله الله موكلا عليه.
وضعّف بقلّة النظير «لفعأل» ، والقلب أكثر منه مع ما في الاعتبار الّذي اعتبره من اعتبار الملك له من البعد.
(وقال أبو عبيدة) : هو «مفعل» ـ بزيادة الميم وتقديم الفاء ـ من غير قلب ، استبعادا له على انّه (من : لأك) ـ بتقديم اللّام على الهمزة ـ (إذا أرسل) ، لأنه موضع الارسال ، أو هو بمعنى المفعول لكونه مرسلا من الله تعالى ، وقد يقال : ان ما ذكره أقرب الوجوه لو ثبت الأصل الّذي ذكره بذلك المعنى لكنّه لم يثبت كما مرّ ، لعل الترجيح لمذهب الكسائي.
(وموسى) ـ للآلة الّتي يحلق بها الشعر من الحديد ـ مؤنثة سماعا من غير خلاف
__________________
(١) البيت لبعض بني عبد القيس يمدح النعمان بن المنذر ، وقيل لغيره ، جو السماء : هو الهواء الّذي بينها وبين الأرض. ويصوت : ينزل. يريد ان افعالك لا تشبه أفعال الانسان فلست بولد انسان وانّما أنت ملأك ، أفعاله عظيمة لا يقدر عليها أحد.
(٢) الآية : ١ فاطر.