القول : بعدم مناسبته لما ورد من نحو : انس ، واناس ، وانسيّ ؛ والتزام كون الأخير «افعيلا» ـ بكسر الهمزة ـ من النسيان كابريق ، واكليل تعسف جدّا ، وبما فيه من التزام حذف الياء الّتي هي اللّام في المكبر من غير سبب موجب ، وحذفها مع اصالتها وابقاء الزوائد في ما ورد من تكسيره على : أناسين ؛ كما قال :
أهلا بأهل وبيتا مثل بيتكم |
|
وبالأناسين أبدال الأناسين (١) |
فان ألف الجمع لا يقع بعدها ثلاثة أحرف إلّا وأوسطها مدّة زائدة ؛ فالياء الموجودة فيه هي تلك المدّة ؛ كمصابيح ، وسلاطين ، وكذا يلزم ذلك (٢) في : اناسيّ ـ بالياء المشدّدة ـ ان كان أصله : اناسين ؛ فابدلت النون ياء كما يقال ، خلافا لمن جعله جمع انسيّ ـ بالتشديد ـ فتأمّل ، ولا شك ان التزام زيادة على خلاف القياس في التصغير ـ كما في لييلية في تصغير ليلة على ما قيل ـ أهون من التزام ما ذكر مع عدم سلامة ذلك التصغير عن الشذوذ على قولهم أيضا ؛ لاعادة الياء مع عدم الحاجة ؛ لامكان بناء التصغير بدونها.
والرواية عن ابن عباس غير محقّقة ، وأبو تمام من المحدثين الّذين لا يحتج بشعرهم في اللّغة.
(وتربوت «فعلوت») ـ بفتح الفاء والعين وضمّ اللّام وزيادة التاء في الآخر ـ ، (من : التراب عند سيبويه ، لأنّه الذلول) من الإبل ، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ؛ فيناسبه التراب المناسب للذل والمسكنة ؛ ومنه : المتربة ـ للفقر ـ ، ولم يجعله (٣)
__________________
(١) لم أعثر على قائل هذا البيت. الابدال : جمع البدل بمعنى العوض ، وكأنّه أراد ان يسلّي جماعة غرباء وفدوا إلى قوام أحسنوا إليهم وعاشروهم بالمعروف ، أي وجدتم وأتيتم أهلا بدل أهلكم ومنزلا بدل منزلكم وعوضكم الله باناسين أعواض الاناسين الّذين فارقتموهم من عشيرتكم.
(٢) أي الحذف مع الاصالة وابقاء الزوائد.
(٣) أي لم يجعل السيبويه تربوت الخ. أو لم يجعل المصنف تربوت الخ على عكس ما ذهب إليه سيبويه. وهذا هو الظاهر.