أحكام الإعلال
(الإعلال) في الصناعة : (تغيير حرف العلّة للتخفيف) ، ولا يطلق على تغيير غيره وان كان للتخفيف ، كتخفيف الهمزة بابدالها على ما مرّ ، ولا على تغيير حرف العلّة لغير التخفيف ، كقلب الألف من : دابّة ـ همزة عند من جدّ في الهرب عن التقاء الساكنين ، للهرب عنه ، وكتغيير ما هو في حال الرفع في الأسماء الستّة ، والمثنى ، والمجموع إلى غيره نصبا وجرّا للاعراب ، كتغيير الواو من : أبوك ـ إلى الألف من ـ أباك ـ ومن : مسلمون إلى الياء في مسلمين.
(و) الإعلال (يجمعه) ثلاثة أقسام ينحصر هو فيها وهي : (القلب) كما في قال ، (والحذف) كما في قل ، (والإسكان) نحو : يقول ، وبينه وبين الابدال عموم من وجه ، لتصادقهما في نحو : قال ، ووجود الاعلال بدونه في يقول ، والعكس في نحو : اصيلال ـ باللّام بدل النون ـ في أصيلان ، واصطلحوا على تخصيص لفظ القلب بابدال حرف العلّة والهمزة ، فهو أخص من الاعلال من وجه ، ومن الابدال مطلقا.
(و) الإعلال (حروفه : الألف ، والواو ، والياء) وهذه سميت حروف العلّة ، لكونها كالعليل المتغير الأحوال ، لكثرة التغيير فيها ، لاستثقالها لكثرة دورانها وكمال خفتها حتّى كأنها لا تحمل من الثقل ما تحمله غيرها ، وكأنها تصير عليلة به فيزال. عنها ذلك بالتغيير والاعلال ، فالاعلال كأنه ازالة العلّة ، فان هذا الباب قد يجيء لهذا المعنى ، كما يقال : أشكاه ـ أي ازال شكايته ـ وبعضهم جعل الهمزة أيضا من حروف العلّة ، لما فيها من التغييرات المطردة وان لم تبلغ حد تلك الحروف في كثرة ذلك.
(والألف) من تلك الحروف (لا تكون أصلا في) إسم (متمكّن ، ولا في فعل)