(الفاء) : من قبيل الأسماء المعدودة لا محل له من الاعراب ، أو هو مبتدأ محذوف الخبر ، أو خبر لمحذوف ، وكذا قوله : العين ، واللّام ، (تقلب الواو) ان كانت فاء(همزة لزوما) إذا وقعت بعدها اخرى ، كما في (نحو : أواصل) كضوارب في جمع واصلة ، (وأويصل) في تصغير واصل (١) ، وأصلهما : وواصل ، ووويصل ، ـ بواوين ـ فقلبت الاولى منهما همزة ، كراهة الافتتاح بهما مع الاجتماع المستثقل ، وذلك (إذا تحرّكت الثانية) أيضا ، كما ان الاولى متحركة وان اختلفت حركتاهما ، (بخلاف) ما إذا سكنت الثانية نحو : (ووري) على البناء للمفعول في : واري الشيء مواراة ـ إذا ستره ـ فان قلبها همزة ليس بلازم ، لضعف الثقل حتّى صار كالمعدوم بسكون الثانية.
(و) تقلب الواو المضمومة الواقعة فاء(جوازا) ان لم يقع بعدها اخرى ، كما(في : أجوه) في وجوه ، جمع وجه ، (و) كذا إذا وقعت بعدها اخرى ساكنة كما في (أوري) في ووري لما فيها من الثقل وان قلّ ، فجاز القلب للمبالغة في التحرّز عن الاستثقال ، وتركه كما في قوله تعالى : (ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما)(٢) لعدم الاعتناء بهذا القدر منه.
(وقال المازني) : يقلب ـ أيضا ـ جوازا قياسا مطردا إذا كانت مكسورة كما(في نحو : إشاح) في : وشاح ، وهو شيء ينسج من الاديم ـ عريضا ـ ويرصع بالجواهر وتشدّه المرأة بين عاتقيها وكشحيها ، وغير المازني جعل القلب في مثله مقصورا على السماع.
__________________
(١) (والأول) جمع الأولى ، وأصله : وول لأن حروف اصوله واوان ولام كما عرفت ، وهذا ثابت في «النظام والمناهج» أيضا.
(٢) الآية : ٢٠ الأعراف.