أشذ كما ذكر هذا غاية التقريب لذكر شذوذها في هذا الموضع ، فتأمل.
ولا شك أنه لو ذكره عند ذكر قلب الواو المشدّدة في طرف الجمع ياء مشدّدة ، واسنده إلى عدم الوقوع في الطرف ، والزيادة في الأخير إلى البعد عنه كان أولى كما قال نجم الأئمّة.
وألا : حرف استفتاح ، والطروق : الاتيان ليلا ، وأرق النيام : من باب التفعيل أيقظهم ، ثمّ انّه ان أراد طروق خيالها الطائف في المنام فاثبات التحية والتسليم له من باب التخييل.
(و) الواو والياء(تسكنان وتنقل حركتهما) إلى ما قبلهما(في نحو : يقوم ، ويبيع) من المضارع ، ولم تقلب ألفا في نحو ذلك بأن يقال : يقال ، ويباع مثلا ، (للبسه بباب : يخاف) ، ويهاب ، لو فعلوا ذلك.
(و «مفعل») ـ بضمّ العين ـ ، (و «مفعل») بكسرها ، نحو : معون ، ومبيت ، (كذلك) في الاسكان ونقل الحركة ، فان أصلهما : معون ـ بضمّ الواو ـ ومبيت ـ بكسر الياء ـ ، (ومفعول) منهما أيضا(كذلك) ، (نحو : مقول ، ومبيع) ، والأصل :مقوول ، ومبيوع ، فنقلت ضمّة حرف العلّة إلى ما قبله فالتقى ساكنان فحذف أحدهما ، (والمحذوف) منهما (عند سيبويه واو «مفعول») لا عين الكلمة ، لأن حذف الزائد أسهل مع كفاية الميم المزيدة في اسم المفعول في الدلالة على معنى المفعولية بل هي الأصل في الدلالة على ذلك ، ولذلك (١) استمرت في أسماء المفعولين من المجرد والمزيد ، فلعلها من المجرّد في الأصل على «مفعل» ـ بفتح الميم وضمّ العين ـ ليمتاز عن «مفعل» بفتحها في المكان ، والواو كأنها تولدت من اشباع ضمّة العين ، لئلّا يلزم البناء المرفوض وهو «مفعل» بضمّ العين ـ على ما يقال.
__________________
(١) أي ولكون الميم هي الأصل في الدلالة على معنى المفعولية.