المفرد وهو أوّل مبدلة عنها بل الهمزة مبدلة عن الواو.
(و) يعرف الابدال أيضا(بلزوم بناء مجهول) على تقدير عدمه (نحو : هراق ، واصطلح ، وادّارك) ـ بتشديد الدال ـ فانّه لو لم يكن الهاء مبدلة عن همزة باب : الافعال ، والطاء من تاء الافتعال ، والدال من تاء التفاعل كانت هذه على «هفعل» و «افّاعل» (١) وكلّها مجهولة لم يعرف ورودها في لغتهم ، وبعد قلب التاء من تدارك ـ دالا ـ والادغام الحقت همزة الوصل لئلّا يبتدأ بالساكن.
(وحروفه) أي حروف الابدال الّتي تقع ابدالا من غيرها للمناسبة في المخرج أو في الصفة كالجهر ، والهمس ، أربعة عشر ، يجمعها قولنا : (أنصت يوم جدّ طاه زلّ) ـ بالزاء وتشديد اللّام ـ ، وانصت : أمر من الانصات ، والجد : أبو الأب ، وهو مبتدأ مضاف إلى طاه ـ بالمهملة والألف والهاء ـ اسم فاعل من طها فلان اللحم يطهوه طهوّا ـ طبخه أو شواه ـ ، وطها الخبز ـ خبزه ـ اي جد رجل طاه ، أو هو ههنا اسم رجل ، والخبر زلّ ، واليوم : بالنصب ظرف لقوله : انصت مضاف إلى الجملة ، والمعنى : استمع يوم جد ذلك الرجل زل عن الطريق.
(وقول بعضهم) : وهو الزمخشري في المفصل ان حروفه ثلاثة يجمعها قولنا : (إستنجده) ـ أي استعانه ـ (يوم طال) لكثرة الشدائد والهموم ـ (وهم) من الأوهام الفاسدة ، لأنه ليس بجامع ، وذلك (في نقص الصاد والزاء) مع انّهما من حروف الابدال وان لم يعدهما سيبويه في باب البدل ، (لثبوت صراط) في سراط ، (وزقر) في سقر (٢) ، وليس بمانع أيضا.
__________________
(١) هكذا في بعض النسخ. وفي اخرى : هفعل ، واد فاعل ، والظاهر الصحيح : هفعل ، افطعل ، وافّاعل. بقرينة قوله : وكلّها.
(٢) بالقاف.