وجاء الجمع : أقحاح ولم يجيء اكحاح ، وعن التا في قوله :
يا ابن الزّبير طالما عصيكا |
|
وطالما عنّيتنا إليكا (١) |
ـ أي طالما عصيت ـ ، وفي قول من قال : في احسنت أحسنك.
ومنه ما اختصّ ببعض اللّغات كالعين عن الهمزة في لغة تميم ، وذلك عنعنة تميم ، والموحدة عن الميم في لغة مازن إلى غير ذلك.
ثمّ الابدال امّا مطرد ـ أي قياس من غير حاجة إلى سماع في احاده ـ وامّا غير مطرد بل موقوف على السماع ، والمطرد : امّا لازم وامّا جائز ، (فالهمزة تبدل من حروف اللين) وهي الألف والواو والياء ، (و) من (الهاء) (٢) لقرب المخرج ، (فمن) حروف (اللين) فابدالها من تلك الحروف (اعلال لازم) في اللّام (نحو : كساء ، ورداء) وهي فيهما منقلبة عن الواو والياء ، (و) في (العين) نحو : (قائل وبائع) وهي فيهما منقلبة عن الألف المنقلبة عن الواو والياء ، (و) في الفاء نحو : (أواصل) ولكون التغيير أولى بالآخر ثمّ بما قرب منه قدم ما في اللّام على العين وقد مهما على الفاء على ما قيل.
(و) منه اعلال (جائز في نحو : أجوه ، وأوري) وكل ذلك قد مرّ في باب الاعلال.
(وامّا نحو : دأبّة ، وشأبة ، والعألم) ـ بفتح اللّام ـ لما سوى الله ، بابدال الهمزة في الثلاثة عن الألف ، امّا الأولان فكما ذكر في باب التقاء الساكنين ، وامّا الثالث فكقول العجاج :
__________________
(١) البيت نسبه بعضهم لراجز من حمير. وابن الزبير : أراد به عبد الله بن الزبير بن العوام حواري النبي (ص). وعنيتنا : من العناء وهو الجهد والمشقّة.
(٢) وفي بعض نسخ الشافية : من حروف اللين والعين والهاء. وفي هنا سقط والعين وغير موجود في هذا الشرح والظاهر : اثباتها.