كالخليل جعل هواء الفم مخرجا برأسه على انّه مخرج للمدّة وجعل المخارج سبعة عشر.
(والمهتوت : هو التاء) الفوقانية على ما في المفصل ، سميت بذلك (لخفائها) وضعفها فيقع التكلم بها على سرعة من الهتّ ـ بالتشديد ـ وهو سرد الكلام على سرعة.
وقال جماعة : المهتوت هو الهاء ، ومنهم الخليل فانّه قال لو لا هتة في الهاء لاشبهت الحاء ، وقيل : أراد بالهتة العصر الّتي هي فيها دون الحاء ، ومنهم أبو الفتح فانّه قال : المهتوت هو الهاء لخفائها وضعفها.
(ومتى قصد إدغام المتقارب) (١) بأن يدغم أحد المتقاربين في الآخر(فلا بدّ من) جعلهما متماثلين وذلك بالتصرف في أحدهما و (قلبه) إلى الآخر ليتحقق الادغام.
(والقياس : قلب الأوّل) إلى الثاني ، لأنّ الادغام يبتدأ به منه ، وعمدة أثره تظهر فيه باخفائه وادراجه في الثاني مع انّه ساكن والساكن أولى بالتغيير ، ولا يخالف هذا القياس بأن يقلب الثاني إلى الأوّل (إلّا لعارض) نحو : (إذ بحّتودا) ـ بتشديد الحاء المهملة ـ من صيغة الأمر ، والأصل : إذبح عتودا ـ وهو ولد المعز ـ ، (وإذ بحّاذه) في : إذبح هذه ، فانّ العين المهملة والهاء ادخل في الحلق فهما أثقل منه والادغام انّما يصار إليه للتخفيف ففي قلب الأخف إلى الأثقل نقض لهذا الفرض فلذلك قلبتا إلى الحاء وان كانتا ثانيتين وادغمتا.
وامّا ادغام الخاء المعجمة في الغين المعجمة الّتي هي أدخل منه فيتأتى الوجه فيه
__________________
(١) والمتن في بعض النسخ : ادغام المتقاربين فلا بدّ من القلب.