وقال سيبويه : الادغام والاظهار كلّاهما حسن ، بخلاف إدغامها ـ أي العين ـ في الهاء بعد قلبهما حائين نحو : محّم فانّه ضعيف كما مرّ.
(والحاء) المهملة تدغم (في العين) وفي (الهاء) لكن ذلك على خلاف القياس إلى الأوّل ، لأنه (بقلبهما حائين) كما مرّ في نحو : إذبحتودا ، واذبحاذه.
(وجاء : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ)(١)) خاصّة في المشهور (٢) بالادغام بقلبهما حائين (٣) فلم يقولوا في أجبه عبدك اجبحّبدك ـ بتشديد الحاء ـ.
(والغين) المعجمة تدغم (في الخاء) المعجمة ، نحو : ادمغ خالدا وهو أمر من : دمغه إذا شجه حتّى بلغت الشجة دماغه ، والاظهار في نحوه أحسن عند سيبويه.
(والخاء) المعجمة تدغم (في الغين) المعجمة على عكس ذلك نحو : اسلخ غنمك ، والاظهار فيه أحسن.
وانّما جوزوه مع كون العين أدخل من الخاء لكونهما في آخر مخارج الحلق قريبا من اللسان فاجريتا مجرى حروف الفم الّتي تقلب كل منهما إلى الآخر كما أجريتا مجراها في لغة من أخفى النون فيهما في نحو : منخل ومنغل مع ان حكمها مع حروف الحلق الاظهار.
(والقاف) تدغم (في الكاف) نحو : (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ)(٤) ، (والكاف في القاف) نحو : لك قصورا ، (والجيم في الشين) نحو : أخرج شيئا ، والادغام والاظهار كلّاهما
__________________
(١) الآية : ١٨٥ آل عمران.
(٢) ولم يجيء ادغام الحاء في العين إلّا في هذه الكلمة الشريفة ، وقيل : تدغم مطلقا.
(٣) وفي نسخة : بقلب الحاء عينا عن أبي عمرو ، ولم يسمع في الهاء المتقدمة على العين الادغام.
(٤) الآية : ٢٠ المرسلات.