حسن في كل من هذه الثلاثة وان كان الاظهار أحسن في الثاني ، لأنّ القاف أدخل من الكاف على ما ذكره سيبويه ، وقد روي عن أبي عمرو ادغام الجيم في التاء في قوله تعالى : (ذِي الْمَعارِجِ تَعْرُجُ)(١) وهو نادر ، وادغام الشين في السين في : ذي العرش سبيلا وبالعكس نحو : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٢) وان ادّى إلى زوال فضيلة الصفير الّتي في السين لاشتراكهما في التفشي فكأنهما من مخرج واحد.
(واللّا المعرّفة) : على صيغة اسم الفاعل الّتي تفيد التعريف وهي اللّام (تدغم وجوبا في مثلها) أي في اللّام ، كاللّحم واللّبس ، (و) تدغم أيضا وجوبا(في ثلاثة عشر حرفا) وهي : التاء المثناة من فوق ، والثاء ـ المثلثة ـ ، والسين والشين ، والصاد والضاد ، والطاء والظاء ، والراء والزاء ، والدال والذال ، والنون ، لمناسبته كثرة دوران لام التعريف للادغام والتخفيف ومناسبة هذه الحروف لها في المخرج ، فان ما سوى الضاد والسين من هذه من طرف اللسان على وجهه.
والضاد لاستطالتها كأنها تدرك مخرج اللّام كما مرّ ، والسين متصل بمخرج الطاء ، وتظهر وجوبا مع باقي الحروف.
وقد تسمّى لام التعريف الداخلة على ما تدغم فيها اللّام الشمسية ـ أي الّتي تدغم كما في لفظ : الشمس ، وقد تسمّى الداخلة على البواقي القمرية ، لعدم ادغامها كما لا تدغم في لفظ : القمر.
(و) ادغام اللّام (الغير المعرّفة لازم في نحو) : قوله تعالى : (بَلْ رانَ) (٣) على قلوبهم ، ـ أي غلب عليها ـ على بعض التفاسير ، ونحو : (قُلْ رَبِّي ، *) ونحو
__________________
(١) الآية : ٤ ـ ٣ المعارج.
(٢) الآية : ٤ مريم.
(٣) الآية : ١٤ المطففين.