(و) أمّا باعتبار تعدّد الفاعل وكثرته ، نحو : (موّت المال) ، ـ بالرّفع ـ إذا مات مال كثير من الحيوان ، وهذا لازم البتّة ، ويجب في فاعله أن يكون صادقا على الكثير.
(و) يكون (للتعدية : نحو : فرّحته ، ومنه) : ما عدّه أهل التصريف معنى آخر برأسه ، وهو نسبة المفعول إلى الأصل ، سواء كان مصدرا مجرّدا ، نحو : (فسّقته) ، أي ـ نسبته إلى الفسق ، وسمّيته فاسقا ـ ، أو اسم عين نحو : تمّمته ـ أي نسبته إلى تميم ـ ، وهو قبيلة ـ ، فهذه النسبة كأنّها نوع من الجعل والتصيير ، فيرجع الى التعدية ، وإن لم يكن على نهج غيره منها ، فلذلك فصّله بقوله : منه ، فتأمّل. (١)
(وللسلب : نحو : جلّدت البعير) ، ـ أي أزلت جلده ، وسلخته ، وقرّدته ـ أي أزلت قراده ، والسلب في هذا الباب كثير في الأعيان ، قليل في المعاني ، وفي باب الأفعال بالعكس.
(و) يكون هذا الباب ـ أيضا ـ (بمعنى) أصله المجرّد ، أعني : «فعل» من غير تفاوت إلّا في المبالغة ، (نحو : زلته) ، ـ بكسر الراء ـ من الأجوف البائيّ لا الواويّ ، (وزيّلته) ، فانّ كليهما بمعنى : ـ فرقته ـ.
ويكون بمعنى صاحب أصله ، نحو : قيّح الجرح ، ـ صار ذا قيح ـ.
وبمعنى صيرورة فاعله أصله المشتقّ منه ، ك ـ روّض المكان ، ـ صار روضا ـ ، وعجّزت المرأة ، ـ صارت عجوزا ـ.
وبمعنى تصيير مفعوله على ما هو عليه ، نحو : سبحان الّذي ضوّء الأضواء ، وكوّف الكوفة ، ـ أي جعلهما أضواء ، وكوفة.
ولعمل شيء ك ـ الاتيان وغيره ـ في المشتق منه ، نحو : صبّح ، أتى صباحا وغلّس ، ـ فعل في الغلس ـ ، ولمعان أخر غير مضبوطة.
__________________
(١) لعل وجه التأمّل هو انّه يحتمل ان يكون للتعدية كما في فرّحته بلا تفاوت كما أشار الفاضل المصري حيث قال : يمكن ان يقال في نحو فسّقته انّه للتعدية أي جعلته فاسقا والجعل أمّا بالقول ، أو الاعتقاد ، أو الفعل.