الحذف
(الحذف الاعلالي و) الحذف (الترخيمي قد تقدّم) كل منهما ، امّا الأوّل ففي باب الاعلال ، وامّا الثاني ففي الكافية في باب المنادي وفي تصغير الترخيم ان أدرج فيه.
(وجاء غيره) أي غير ما تقدم من الحذف (في : تفعّل ، و «تفاعل») من المضارع المبني للفاعل المصدّر بالتاء في البابين ، فان أصلهما : «تتفعل ، وتتفاعل» ـ بتائين فحذفت إحداهما للتخفيف على خلاف بينهم في تعيين المحذوفة منهما ، فعند سيبويه وأصحابه : هي الثانية لأنّ الثقل نشأ منها ، ولأنّ الاولى حرف المضارعة جيء بها لمعنى ، وعند بعضهم : هي الاولى لأنّ لا ثانية جيء بها لمعنى كالمطاوعة وحرف المضارعة طار عليها ، ومع ذلك قد تطرق إليها التغيير في صورة الادغام وصلا كما مرّ فليكن التغيير بالحذف أيضا متطرقا إليها ، وكلّاهما محتمل عند بعضهم لتعارض الدليلين.
ومنعوا من حذف إحدى التائين في المبنى للمفعول ، إذ لو حذفت الاولى المضمومة التبس بالمبنى للفاعل المحذوفة منه احداهما ، ولو حذفت الثانية التبس ما هو من التفعل بالمضارع المجهول من باب التفعيل ، وما هو من باب التفاعل بالمجهول من باب المفاعلة.
وقد جاء التخفيف بحذف إحدى النونين المجتمعين في المضارع ، ومنه : (نُزِّلَ الْمَلائِكَةُ)(١) بنصب الملائكة على قراءة بعضهم والأصل : ننزّل ، وقد يجعل منه : نج المؤمنين (٢) في قراءة عاصم وابن عامر ، والأصل : (نُنْجِ) ـ بنونين ـ على صيغة
__________________
(١) الآية : ٢٥ الفرقان.
(٢) الآية : ١٠٢ يونس.