(و «فاعل») كائن (لنسبة أصله) المجرّد الّذي اشتقّ هو منه ، (إلى أحد الأمرين) حال كون ذلك الأصل ، (متعلّقا بالآخر للمشاركة) ، والمقصود انّه لنسبة أصله من حيث اعتبرت مشاركة أحد الأمرين فيه للآخر ـ إلى الأمر الأوّل بالفاعلية ، متعلّقا ـ من تلك الحيثية ـ ، بالآخر على جهة المفعوليّة.
وملخّصه : انّه لنسبة المشاركة المذكورة في أصله إلى أحد الأمرين ، متعلّقة بالآخر صريحا ، (فيجيء العكس) ، وهو نسبة المشاركة إلى الآخر ، متعلّقة بالأمر الأوّل (ضمنا) ، لأنّ مشاركة الأمر لآخر يتضّمن مشاركة الآخر إيّاه ، ويلازمها ، فكل منها فاعل من وجه ، ومفعول من وجه ، وذلك ، (نحو : ضاربته ، وشاركته) ، فضارب في المثال ، لنسبة أصله وهو الضرب من حيث اعتبرت مشاركة المتكلّم فيه ، لمرجع الضمير ، أي لنسبة المشاركة في الضرب الّتي هي المضاربة ـ إلى المتكلّم متعلّقة بالمفعول ، ومنطوقه الصريح : انّ الأوّل مضارب ـ بالكسر ـ ، والآخر مضارب ـ بالفتح ـ ، لا لنسبة نفس الضرب إليه ، متعلّقا بالمفعول ، ليكون المنطوق : أنّ أحدهما ضارب ، والآخر مضروب ، كيف وقد يمتنع التعلّق بالمفعول في أصل المفاعلة ، فانّها قد تؤخذ من أصل لازم ، نعم يحصل التعدّي قطعا عند بنائها ، باعتبار معنى المشاركة المتعدّية الحادثة ، كما يحصل التعدّي في باب الأفعال ، والتفعيل ، لما يحدث عند بنائهما.
(ومن ثمّ جاء غير المتعدّي) من المجرّد ـ إذا بنى منه هذا الباب ـ متعدّيا(نحو : كارمته) ـ من كرم ـ (وشاعرته) ، من شعر فلان ـ ، ك ـ نصر وكرم ، فهو شاعر إذا قال : شعرا ـ أي كلاما منظوما ـ ، فانّ مجموع قول الشعر الّذي هو معناه لا يتعدّى ، وقد جاء التعدّي فيهما عند بناء المفاعلة ، هذا.
لكن الغالب في المتعارف انّ المشاعرة للمشاركة في انشاد الشعر ، وان كان من