«وتفاعل» يكون (لمشاركة أمرين فصاعدا في) فاعليّة(أصله) المجرّد(صريحا) ، بخلاف فاعل ، فانّ نسبة الفاعليّة إلى أحدهما صريحا ، وإلى الآخر ضمنا ، لكونه مفعولا في صريح اللّفظ ، نحو : (تشاركا) ، فانّه يدلّ على مشاركة اثنين في فاعليّة أصله ، وهو الشركة صريحا ، بخلاف شارك زيد عمروا.
(ومن ثمّ) ، ـ أي ومن أجل أنّ «تفاعل» للمشارك في الفاعلية صريحا ـ ، (نقص مفعولا) واحدا (عن «فاعل») ، وهو المشارك الّذي كان مفعولا صريحا ، لأنّه يصير فاعلا في «تفاعل» صريحا ، كما تقول : ضارب زيد عمروا ـ بنصب عمروا ـ ، وتضارب زيد وعمرو ـ برفع الاسمين ـ.
فان كان «فاعل» متعدّيا إلى آخر ـ أيضا ـ تعدّى «تفاعل» أيضا ، إلى ذلك الآخر فقط ، تقول : عاطيته الدراهم ، ـ بالتعدّي إلى اثنين ـ ، وتعاطينا الدراهم ، فالبابان تشاركان في إفادة المشاركة في الفاعلية ، مفترقان على الوجه المذكور.
ولعلّ الدلالة على فاعلية أحد الأمرين ، إن كانت أهم عند المتكلّم لفرض ـ ، عبّر بالمفاعلة ، ليجعل الأهم فاعلا والآخر مفعولا ، وإن تساويا عنده عبّر بالتفاعل ، ويحتمل أن يكون البابان كعبارتين لمعنى واحد يتخيّر المتكلّم بينهما.
وأمّا الفرق : بأنّ المفاعلة تدلّ على أن أحد الأمرين ـ وهو ما وقع فاعلا صريحا ـ ، سابق في مباشرة الفعل على الآخر ، بخلاف «تفاعل» فالتحقيق خلافه ، كما أفاده نجم الأئمّة رضي ـ ، متمسّكا بما ورد من المفاعلة على خلاف ذلك.
(و) قد يكون «تفاعل» (ليدل على أنّ الفاعل أظهر انّ أصله) المجرّد(حاصل له) والحال انّه (هو منتف عنه ، نحو : تجاهلت ، وتغافلت) ـ أي أظهرت من نفسي الجهل ، والغفلة ، مع انتقائهما في الواقع.
(وبمعنى) أصله المجرّد ، وهو (فعل) ، سواء كان لازما ، (نحو : توانيت) بمعنى :