ونيت ، من الوني وهو الضعف ، أو متعدّيا ، كقول إمراء القيس :
تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا |
|
عليّ حراصا لو يسرّون مقتلي (١) |
فانّ الظاهر ان تجاوزت بمعنى : جزته.
(ومطاوع «فاعل») ، المطاوع ـ بالكسر ـ وحقيقة المطاوعة : أن يدلّ أحد الفعلين الراجعين إلى أصل واحد ـ في الاشتقاق ـ ، على التأثير ، ويدلّ الآخر على قبوله ، فالثاني كأنّه طاوع الأوّل ، ومفعول الأوّل فاعل الثاني ، ويقرب من ذلك ، أنّ المطاوعة حصول الأثر عند تعلّق الفعل المتعدّي بمفعوله ، لظهور انّ المراد الأثر المدلول بما يرجع في الاشتقاق إلى أصل ذلك المتعدّي ، ليخرج عنه ضربته ، فتألّم ، وحيث علمت أن فاعل المطاوع ـ بالكسر ـ ما كان مفعول المطاوع ـ بالفتح ـ ، علمت انّه ينقص عنه درجة ، فمطاوع المتعدّي إلى واحد قاصر ، (نحو : باعدته ..
فتباعد) ، ومطاوع المتعدّي إلى اثنين يتعدّى إلى واحد ، نحو : ألبسته الثوب ... فلبسه ، وقد يتكلّم بالمطاوع بدون ذكر المطاوع ، نحو : إنكسر الاناء.
والمعنى الّذي لا يكون قبول أثر فعل متعدّ ، لا يكون مطاوعا له ، وإن رجع إلى أصل اشتقاقه.
(و «تفعّل») يكون (لمطاوعة فعّل») ، ـ بالتشديد ـ (نحو : كسّرته ... فتكسّر).
(وللتكلّف) ، وهو أن يحمل الفاعل نفسه على أصله ، على وجه الكلفة والمشقّة ،
__________________
(١) الاحراس : يجوز ان يكون جمع حارس بمنزلة صاحب وأصحاب ، ويجوز ان يكون جمع حرس بالتحريك بمنزلة جبل وأجبال ، والمعشر : القوم ، والجمع المعاشر ، والحراص : جمع حريص ، والاسرار : الاظهار والاضمار جميعا ، وهو من الاضداد ، والمقتل : مصدر ميمي بمعنى القتل ، يقول : تجاوزت في ذهابي إليها وزيارتي إيّاها أهوالا كثيرة وقوما يحرسونها ، وقوما حراصا على قتلى لو قدروا عليه في خفية ، لأنّهم لا يجرؤن على قتلى جهارا. هذا من كلام امراء القيس وهو من معلقته المشهورة.