الساكنة ، نحو : لأمت الجرح ـ أي أصلحته ـ فالتئم ، ورميته فارتمى ، ووصلته فاتّصل ، فلا يقال : انلأم ، وانرمى ، وإنوصل ، مثلا ـ لئلّا تنطمس علامة المطاوعة ، أعني نون الانفعال ـ بالإدغام.
(وللاتّخاذ) ، ـ وقد عرفت انّه جعل الشيء أصل الفعل من غير المصدر ـ (نحو : إشتوى) ـ أي اتّخذ لنفسه شواء ـ ، وهو المشويّ بالنار ـ ، وامتطائه ـ أي اتّخذه مطيّة ـ.
(وبمعنى «تفاعل» ، نحو : إجتوروا) ، فانّه ـ بمعنى تجاوروا ـ ولكونه بمعنى ما لا إعلال فيه ، لم تقلب واوه ألفا ، مع تحرّكها وانفتاح ما قبلها ، (واختصموا) ـ أي تخاصموا ـ.
(وللتصّرف) ، وهو : الاجتهاد في تحصيل أصله والمبالغة والاعتمال (١) والاحتيال فيه ، (نحو : إكتسب) ، عند سيبويه ـ ، ولذلك قيل : انّ قوله تعالى : (٢)(لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ)(٣) تنبيه على لطفه تعالى بخلقه ، حيث أثبت لهم الثواب على فعل الحسن كيف صدر ، ولم يثبت العقاب على القبيح إلّا إذا صدر على وجه الاعتمال والمبالغة.
وجاء بمعنى «فعل» نحو : قلعه واقتلعه.
(و «استفعل» : للسؤال غالبا ، إمّا صريحا ، نحو : إستكتبته) ، ـ أي سألته الكتابة ـ ، (أو تقديرا ، نحو : إستخرجت الوتد) ، فانّه لا يتصوّر فيه طلب ، بل نزّل الاحتيال في تحصيله واللّطف فيه منزلة الطلب ، والمعنى : لم أزل أتلطّف في إخراجه ،
__________________
(*) اعتمل : عمل لنفسه والمراد به المبالغة في العمل.
(١) وفي نسخة : ان في قوله تعالى : الخ تنبيها.
(٢) الآية : ٢٨٦ ـ البقرة.