عمان من ناحية بركا في الباطنة ثلاثين ألف نخلة ومن النارجيل ستة آلاف ، وله غير ذلك أموال في المصنعة من الباطنه لا تحصى ، وملك إماء وعبيدا سمعت أن قيل إن عددهم ألف وسبعمائة وكان شديد الحرص على المال. وغرس أشجارا مجلوبة من البحر وأشجارا في الجبل مثل الورس والزعفران والبن. وجلب له ذباب النحل ، وقويت عمان به وصارت خير دار. وقيل أنه ملك من السفن أربعة وعشرين مركبا وقيل ثمانية وعشرين مركبا فالكبار خمسة : الملك والفلك والرحمن وكعب الرأس والناصري ، والبواقي كبار ولكن ليس مثل هؤلاء. فالملك فيه ثمانون مدفعا أتته من الولاية طول الواحد ثلاثمائة شبر ، وعرض دفته قدر ثلاثة أذرع وعلوه سبع قامات دون الدقالة وأوصافه لا تحصى. ومن تلك المراكب الفلك أعرض منه وأما طوله مثله إلا أنه أخف وأوجز من ذلك بقليل ، وقيل رأس المال بيد وكيله بمسكد سبعة وخمسون لك محمدية.
وتوفى في الرستاق وقبره في القبة التي فوق القرن غربي قلعة الرستاق وكانت وفاته ليلة الجمعة الشريفة
وثلاث ليال خلت من شهر رمضان في سنة ثلاث وعشرين ومائة وسنة وألف (١).
٣٩ ـ إمامة سلطان بن سيف بن سلطان :
ثم عقدوا لولده سلطان بن سيف فقام واستقام وجاهد الأعداء في البر والبحر وحارب العجم في مواضع شتى وأخرجهم من بلدانهم ودمرهم في أوطانهم وأخذ البحرين والقسم ولارك وهرمز. وبنى حصن الحزم بالجص والحجر ، وانتقل من الرستاق إليه ، وأنفق ألوفا ولكوكا ، ولم تتحرك عليه حركة من أهل عمان ولا غيرها وربما ذلك بقية بقيت له من هيبة أبيه. ومات في حصن الحزم الذي بناه وقبره في البرج الغربي منه وكانت وفاته يوم الأربعاء في
__________________
(١) ٣ رمضان سنة ١١٢٣ ه ـ ١٤ ت ١ عام ١٧١١ م