صغير السن لا يقوم بأمر الدولة وسلمت لهما جميع حصون عمان وقبائلها ، وكان هذا في سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف سنة (١) فلبثا على ذلك حولا.
ثم إن القاضي عدي بن سليمان الذهلي استتاب يعرب من جميع أفعاله وبغية على المسلمين ، وأن يعرب كان مستحلا خروجه هذا فإنه يلزمه ضمان ما أتلف لأن المستحل لما ركبه ليس عليه ضمان إذا تاب ورجع ، فعند ذلك عقد له الإمامة في سنة أربع وثلاثين ومائة وألف سنة ، فاستقام له الأمر وسلمت له حصون عمان.
٤٢ ـ خروج بلعرب بن ناصر على الإمام :
ولبث أياما قلائل في الرستاق ثم جاء إلى نزوى فدخلها يوم تسعة وعشرين من شعبان من هذه السنة فلم يرض أهل الرستاق أن يكون يعرب إماما فأظهروا العصبية للسيد سيف ابن سلطان فلم يزالوا يكاتبون بلعرب بن ناصر وهو خال السيد سيف بن سلطان ، وهو مقيم بنزوى مع الإمام يعرب. فلم يزالوا يحرضونه حتى خرج من نزوى ليلة ست مضت من شوال من هذه السنة وقصد بلاد سيت فحالف بني هناة على القيام معه على أن يطلق ما حجره عليهم الإمام ناصر بن مرشد رحمه الله وغفر له من البناء والسلاح وغير ذلك ، وأعطاهم عطايا جزيلة فصحبوه إلى الرستاق فاستقام الحرب في الرستاق حتى أخرجوا الوالي منها ، وذلك أنهم أحرقوا باب الحصن فاحترق مقدم الحصن جميعا واحترق ناس كثير من بني هناة من رؤسائهم ورؤساء بني عدي ، وفيما بلغناه أنه احترق مائة وخمسون رجلا واحترقت كتب كثيرة مثل بيان الشرع والمصنف وكتاب الاستقامة وجليات الطلمسات قدر أربعين مجلدا. واحترقت كتب كثيرة ولم يكن لها نظير في عمان. وظهر من هذا الحرق كنز عظيم به
__________________
(١) ١١٣٣ ه / ١٧٢٠ م.