بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ. وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ)(١).
وعلم الله ها هنا ظهور ما سبق في علمه من القدر المحتوم فيظهر من كل ذي فعل فعله فيعاقب بما صنع ويثاب بما أطاع (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(٢).
والفتنة ها هنا الاختبار كما يختبر الذهب الإبريز بالنار وقيل عند الامتحان يكرم المرء أو يهان.
٤٣ ـ إمامة سيف بن سلطان وخروج محمد بن ناصر :
فلما استقر الأمر لبلعرب بن ناصر على أنه القائم بالدولة وعلى أن الإمام سيف بن سلطان وفدت إليهم القبائل ورؤساء البلدان ينهونهم بذلك فوقع من بلعرب بن ناصر تهدد على بعض القبائل وخاصة بني غافر وأهل بهلا فقيل إنه لما قدم محمد بن ناصر بن عامر الغافري في جماعة من قومه وقع عليهم تهدد من السيد بلعرب فرجع محمد بن ناصر بمن معه مغضبا وجعل يكاتب يعرب بن بلعرب وأهل بهلا ليقوموا الحرب وركب هو قاصدا إلى البدو من الظفرة وبني نعيم وبني قتب وغيرهم.
وأما بلعرب بن ناصر فقد أرسل إلى رؤساء نزوى ليصلوا إليه فاجتمع كثير من رؤسائها ومضوا إليه فرأوا منه محلا وكرامة ، وأمرهم بالبيعة لسيف ابن سلطان ، ثم إنه سير سرية وأمر عليها سليمان بن ناصر أعني أخاه وأمره بالمسير من جانب وادي سمايل إلى يعرب ليأتي به إلى الرستاق ، وأمر على أهل نزوى أن يصحبوا تلك السرية فلم يزالوا يتشفعون برؤساء أهل الرستاق
__________________
(١) سورة العنكبوت ايتا ١٠ ، ١١.
(٢) سورة النجم الآية ٣١.