ناصح جماعتك لأجل حقن الدم فلم يتبعوه وأقاموا الحرب وكان بيت عصام على السور وله باب صغير ، فأدخل محمدا ومن معه البلد فقتل من أهل البلد رجلين ثم طلبوا الأمان فأمنهم وقيد أشياخهم وحملوا إلى يبرين وترك فيها واليا وأدت له الطاعة ومضى قاصدا بمن معه إلى صحار.
وقدم ربيعة بن حمد الوحشي ليناصح بني عمه حتى يهبطوا من حصن صحار فلما وصلهم قال لهم شدوا الحرب ، فلما دخل محمد بن ناصر صحار التقته بنو هناة فوقعت بينهم الحرب وقتل من قتل منهم وخرج ربيعة بن حمد وأخذ أسيرا ، وانكسرت بنو هناة ورجعوا إلى الحصن ونزل القوم بالجامع ومحمد بن ناصر في بيت بن محمود ، وشاور محمد بن ناصر ربيعة بن حمد فقال له إن أردت أن تقيم معنا فعليك الأمان ، وإن أردت أن تسير إلى أصحابك بالحصن سيرناك بأمان ، فأراد المسير إلى الحصن فسيره وكان مع محمد بن ناصر اثنتا عشرة فرسا وكان يجعله عيونا تطالع المشرق لأنه بلغه أن خلف بن مبارك جمع بني هناة من الرستاق ومسكد وأنه نزل بحصن صحم.
٤٦ ـ نهاية زعيمي الفتنة :
وكان محمد بن ناصر قد خلصت له جميع صحار ورعاياها وأمّن أهل البلد من جميع الطوائف فلم يؤخذ على أحد منه شيء وكانت عنده البدو من بني ياس وبني نعيم ومن أشتمل عليهم من الحضر ، فأصبحت ليلة من الليالي وقد خرب زرع دخن من طوى من البلد ، فجاء صاحبها إلى محمد شاكيا فسأله من خرب زرعك؟ فقال بنو ياس والنعيم والبدو الذين عندك فقال كم غرامة زرعك ، خذ مائتي محمدية فأبى ، فقال خذ أربعمائة محمدية فابى ، فقال خذ خمسمائة فأبى ، فقالا لا أرضى إلا أن تنصف منهم ، فأرسل إلى أشياخهم فحضروا عنده فأمر بهم فصلبوا وما كانت نصفته إلا الجلد فجلدهم جميعا وهم يستغيثون به فلم يغثهم إلى أن انقضت النصفة فأطلقهم من الحبال وكانت هذه حيلة من بني