هناءة لينفر البدو ، ثم إن البدو خرجوا من عند محمد إلى بلدانهم راجعين فعلم خلف بن مبارك بخروجهم فزحف بمن معه من القوم على قوم محمد بن ناصر وهجموا عليهم على حين غفلة بعد أن طلعت الشمس قليلا فجاء من جاء إلى محمد بن ناصر أن خلفا وصل بمن معه من بني هناءة فقيل إنه حرك رأسه وقال هذه ساعة ليست لنا ولا لهم إلا ما شاء الله ، ثم ركب فرسه وركب أصحاب الخيل معه والتقوا خلفا ومن معه مع باب حصن صحار فوقع بينهم القتال فقتل خلف بن مبارك فانكسرت بنو هناة ومحمد بن ناصر يتبعهم حتى وصل جدار الحصن فضرب محمد بن ناصر من فوق الحصن ضربة تفق وأخذه أصحابه ومات ، وقتل من أصحابه خمسة عشر رجلا لم نذكر أسماءهم ورجع أهل مسكد والرستاق وأقاموا بعد ما دفنوه ثلاثة أيام (١) لم يعلم بموته إلا الخاصة ، وقد كاد أصحاب الحصن أن يسلموه ثم إنهم رجعوا بالسيد سيف ابن سلطان إلى نزوى فأقامه القاضي إماما للمسلمين يوم الجمعة بعد زوال الشمس في العشر الأولى من شعبان سنة أربعين ومائة وألف سنة من الهجرة. (٢)
إنتهى المقتبس من كتاب كشف الغمة
__________________
(١) جاء في كتاب قصص وأخبار جرت في عمان للمعولي ما يلي : ـ
فأما خلف فقد قبر في الحصن. وأما محمد بن ناصر فقد قبر في غربي الحصن عند حجرة الشيعة. وسار كل أحد إلى بلاده ، وقال قائلون إن أحدا أخرج محمد بن ناصر من قبره ورماه خارج البلاد والله أعلم وحساب الفريقين مع الله.
(٢) ١٠ شعبان ١١٤٠ ـ ٢٣ آذار ١٧٢٨ م.