الفصل السابع
في ذكر نهاية اليعاربة (١)
٤٧ ـ إمامة سيف بن سلطان وبلعرب بن حمير :
كان سيف بن سلطان هذا لم يفارق محمد بن ناصر لأن محمدا كان يحمله معه في جميع حروبه ومواقفه وسياسة منه وطمعا في انقياد الناس له بسببه ، فلما قتل محمد بن ناصر بصحار طلع به بنو غافر إلى القاضي ناصر بن سليمان بن محمد بن مداد في نزوى ونصبوه إماما إذ صار بالغ الحلم يوم الجمعة أول شهر شعبان سنة أربعين سنة ومائة ألف سنة ، ومكث ما شاء الله ثم عزلوه (٢) وأقام المسلمون السيد بلعرب بن حمير إماما لهم (٣). فتبعته فرقة من عمان وخلصت له سمايل وأزكي وبهلا ونزوى ونخل والشرقية وحصون الظاهرة وأما حصون الباطنة ومسكد والرستاق فإنها في يد سيف بن سلطان ، ثم جهز الإمام بلعرب جيشا إلى وادي بني رواحة وبعث سيف بن سلطان أخاه بلعرب بن سلطان ومن معه من القوم نصرة لبني رواحة ، فوقع بينهم الحرب وانكسر بلعرب بن سلطان وقومه وانهزم أكثرهم وبقيتهم تحصنوا في حجرة وبال فحاصرهم الإمام أياما يقطع نخيلهم إلى أن أدوا له الطاعة وفسح للقوم وأمنهم وارتفع عنهم بعد ما هدم بروجهم.
ثم سار إلى بلاد سيت فحاصرها أياما وافتتحها وهدم بنيانها وقطع نخيلها ودمر أنهارها. ثم سار إلى حصن يبرين وكان به بنو هناة تركهم فيه سيف بن سلطان فحاصرهم إلى أن أدوا له الطاعة فسيرهم بأمان هم وعيالهم ومتاعهم
__________________
(*) وهو القسم الأخير من كتاب المعولي وما قبل الأخير من كتاب المؤلف المجهول.
(١) كان عزله في عام ١١٤٥ ه ١٧٣٢ ميلادية.
(٢) هو بلعرب بن حمير بن سلطان بن سيف بن مالك بن بلعرب اليعربي.