أليم العذاب حتى قيل إنهم قتلوا من أهل نزوى مقدار عشرة الاف من النساء والأطفال ولم يسلم من أهل نزوى إلا من قدر على الهرب وهم قليل والله المستعان.
ولم تقدر العجم على القلعة والحصن من نزوى وخرجوا منها في سادس عشر من الحج ومروا على أزكي فصالحوهم وأدوا لهم الخراج وأقاموا يوما وليلة ومضوا قاصدين إلى الباطنة ودخلوا مسكد في أربعة وعشرين من ذي الحجة واحتووا على البلد وما فيه ولم يبق سوى الكيتان واقاموا محاصرين الكيتان إلى يوم خامس من صفر سنة إحدى وخمسين ومائة وألف (١) وانكسروا ومضوا إلى بركا وصحار فرد شر سيف عليه ، جاء ليقهر بهم صديقه الذي يزعم أنه عدوه فطلبوا قهره بنفسه وحاصروا حصونه وهرب هو عنهم في مراكب في البحر حتى نزل ببركا وخرج إلى الطو وتلقوه أهلها بغزوة وصحبوه إلى نخل وسار إلى الظاهرة والتقى هو وبلعرب بن حمير بوادي بني غافر ودار نظر من حضر من مشايخ بني غافر وغيرهم أن يستعفوا بلعرب ابن حمير عن الإمامة ويرجعوها لسيف بن سلطان نظرا منهم عن الفرقة في عمان والفتن وليجتمعوا جميعا على عدوهم العجم فجعلوا الإمامة لسيف بن سلطان.
٤٩ ـ تغلّب سيف بن سلطان على الأمر :
أما العجم الذين قعدوا في بهلا فإنهم لما أبطأت عنهم أخبار أصحابهم في مسكد وانقطعت عنهم اخبارهم بعثوا منهم نحو مائة فارس ليأتوا إليهم بخبر أصحابهم من مسكد فمروا على سمايل أول النهار يوم ثامن من شهر صفر فتلقاهم أهل وادي سمايل وحمير بن منير بقومه فقتلوا أكثرهم ثم سار حمير
__________________
(١) يوافق ٥ صفر عام ١١٥١ ه اليوم ٢٦ من مايس عام ١٧٣٨ م.