ابن منير بمن معه من العسكر وأهل أزكي وبنو ريام إلى بهلا يوم تاسع عشر صفر ودخلوها يوم واحد وعشرين واستولوا عليها وتحصن العجم في الحصن فحاصروهم ثم خرج منهم قوم فقتل أكثرهم وبقي من بقي من العجم لم يخرجوا من الحصن خوف القتل إلى أن جاءهم سيف بن سلطان ومن معه فأخرجوهم بسلاحهم ومتاعهم ودوائهم وأوصلهم بأمان وأصحبهم مبارك بن مسعود الغافري (١) إلى صحار.
وكان أحمد بن سعيد البو سعيدي واليا على صحار من قبل سيف بن سلطان فقيل إن العجم لما وصلوا صحار حبسهم أحمد بن سعيد بصحار حتى مات أكثرهم وإن ذلك من أول الأمور التي ظهر بها أحمد بن سعيد ، وأما العجم الذين انكسروا من مسكد فإنهم ساروا إلى الصير وفيها إخوانهم وركب منهم ناس إلى بلدانهم وبقيت منهم بقية بالصير إلى يومنا هذا.
وسار إليهم سيف بن سلطان بجيش عظيم من البر وسير إليهم المراكب من البحر فلما وصل بلد خت قرب الصير جاءه الخبر ان مركب الملك قد احترق وغرق بمن فيه وذلك يوم الجمعه لتسع عشرة ليلة خلت من شهر شوال من عام ١١٥١ ه. فعزم على الرجوع فرجع عنهم إلى عمان وبقوا هم بالصير ودانت له جميع حصون عمان وأدت له الرعية الطاعة فلبث على ذلك ثم ظهرت منه أحداث لم يرضها المسلمون ولا رضوا مبدأ أمره ولا منتهاه وحط الخراج على الرعية.
٥٠ ـ إمامة سلطان بن مرشد :
فاجتمع من شاء من مشايخ العلم من بهلا ونزوى وأزكي ورؤساء القبائل من بني غافر وغيرهم من أهل الظاهرة ووادي سمائل ومشايخ المعاول فقعدوا الإمامة إلى سلطان بن مرشد بن عدي اليعربي بجامع نخل ليلة الحج أي ليلة
__________________
(١) ذكره ابن رزيق بإسم مبارك بن سعيد الغافري. أنظر الصحيفة القحطانية.