٥٢ ـ العجم يغزون المطرح :
ثم إن العجم ومن معهم من عبيد سيف بن سلطان أوجب نظرهم أن يغزوا مطرح ، وكان فيها الإمام سلطان بن مرشد ، وكان يرسل كل يوم عيونا إلى جانب ساحل الغبرة لما علم أن بإرادتهم غزو المطرح ، وفي العيون ناجم بن راشد الهندي على خيل ، فرجع إليه ناجم ان العجم أقبلوا إلى روي فأمر الإمام بضرب الطبل لجمع العساكر واجتمع عنده قوم لا يعلم عددهم إلا الله ، حتى خرج من المطرح فقامت القوم ترجع عنه إلى ان وصل خراشيف مطرح وجد قومه بقدر خمسة واربعين رجلا ، فوقف الإمام دون الخراشيف والعجم بسيح الحرمل هبطوا عن خيلهم وتركوها سائمة وزحفوا على الإمام ومن معه ، فطلع عليهم سالم بن سليمان بن أحمد بن رمضان السروري من الجبل الشرقي وأحذرهم منه ورجع إلى الإمام وقال إن العجم انكسروا وأحمل عليهم بمن عندك من الرجال ، ورجع سالم بن سليمان إلى الجبل وأحذرهم منه وصاح عليهم بالحملة وانكسر العجم ومن معهم ووقع فيه القتل وقتل أخ الإمام سلطان ابن مهنا وكان ذلك قبل صلاة الفجر. ولما بان الفجر رجع عنهم الإمام من عند حصاة السائس بعد ما قتل منهم خلقا كثيرا ورجع لمطرح منصورا وأخذوا منهم خيلا كثيرا.
ثم إنه بعد مدة من الأشهر رجع العجم للمطرح وعندهم مراكب ولم يكن عند الإمام أخشاب بها تقاوم أخشاب العجم ، ولم تكن له قدرة على حربهم بحرا فعزم الرجوع عن حصار الكيتان ودبر لأصحابه الذين هم محاصرون الكيتان وهبطوا من المقابض ولما وصلوا نهض من المطرح راجعا بعد أن ناظر المسلمين في الرجوع عنها والخروج منها لأنه لم يقدر على أمر من الأمور إلا بمشورة أهل العلم.