حكماء داوونا والمعافي هو الله ، وكثير من أخبارهم لم أذكرها لشهرتها وخوف الإطالة.
٥٧ ـ تمرد أولاد الإمام على أبيهم :
رجعنا إلى أخبار أولاد سيدنا الإمام وهم سعيد وسيف وسلطان. فقد اختلفت الكلمة بينهم ونزغ الشيطان ـ لعنه الله ـ بينهم ، فوصلوا إلى مسكد وقبضوا الكوتين وأخرجوا منها العسكر القائمين فيها من جانب مولانا الإمام أحمد بن سعيد ، وكان القائم لمسكد واليا سيدنا الثقة خلفان بن محمد الوكيل ، وكان زائرا اخاه الوالي عبد الله بن محمد بسمد الشان فبلغه الخبر فرجع إلى مسكد ووصل سيدنا الإمام إلى مسكد ، وصح الاتفاق بينه وبين ولديه أن يكون الكوتان بيدهما عاقبة لزمامهما عن الحوادث ، وكان ذلك منهما بأسباب أخيهما سعيد ابن الإمام حيث إن سيدنا الإمام ولاه نزوى وأزكي وسمايل وأكثر حصون عمان ، ثم ساروا سادتنا الوكيل وسيف بن الإمام لمواجهة سيدنا الإمام في بدبد ، ولما واجهوه قبض ولده سيفا وقيده وحمله للرستاق ، وسار الصلح بينه وبين أولاده ليتخلص له الكوت الميراني وهو كوت الغربي ويفسح لولده سيف فخلصوه وفسح لولده سيف وبقيا مدة من الأشهر ولهما حصن بركا فوصل إليهما أخوهما سعيد بن الإمام على أمان فقبضاه وقيداه وحملاه إلى الكوت الجلالي وهو الكوت الشرقي ، وبقي مدة مقيدا ، وأقام مولانا الإمام أحمد بن سعيد الحرب للكوت الجلالي وأحاط به من كل مكان بالمدافع والبنادق ، وركب له بوم برا وبحرا ، وكان في كوت الجلالي الشيخ المعظم جبر بن محمد بن محمد الجبري خال أولاد الإمام وأقام الحرب مدة إلى أن في بعض الليالي عامل سيدنا سعيد خادم من خدام الإمام يقال له سالمين منح مملوك الإمام وكان عندهما بالكوت وأخرجه ليلا من جانب البحر بحبل وأوصله إلى جزيرة مسكد وفيها سيدنا الإمام فاستبشر بقدومه وخلاصه غاية