ثم نزل عمان من غير الأزد سامة بن لؤي بن غالب بتوام وهي الجو (١) في جوار الأزد وكان فيها أناس من بني سعد وأناس من بني عبد القيس وزوج ابنته بأسد بن عمران بن عمرو بن عامر.
ونزل بعمان ناس من بني تميم ومنهم ال جذيمة بن خازم ، ونزلها ناس من بني النبت ومنازلهم عبري والسليف وتنعم والسر ، ونزلها أناس من بني الحارث ابن كعب ومنازلهم بضنك أيضا ، ونزلها اناس من قضاعة نحو مائة رجل وهم بضنك أيضا ، ونزلها اناس من بني رواحة بن قطيعة بن عبس منهم أبو الهشم. (٢)
٣ ـ أخبار مالك بن فهم :
واستقوى ملك مالك بن فهم بعمان وكثر ماله حتى هابته جميع القبائل من يمن ونزار. وكانت له جراءة وإقدام لم تكن لغيره من الملوك ، وكان ينزل إلى شاطئ قلهات وينتقل إلى غيرها وينزل بناحية ملك من ملوك الأزد يقال له مالك ابن زهير وكان عظيم الشأن وكاد ان يكون مثل مالك في العز والقدرة فخشي مالك أن يقع بينهما تحاسد وأن تقع بينهما حرب فخطب منه ابنته فزوجه على أن تكون لأولادها منه التقدمة والكبر على ساير الأولاد من غيرها. فأجابه مالك ابن فهم إلى ذلك وتزوجها فولدت له سليمة بن مالك.
وملك مالك عمان سبعين سنة ولم ينازعة في ملكه عربي ولا عجمي مات وعمره مائة سنة وعشرون سنة وقيل هو الذي ذكره الله تعالى (يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(٣) ، وقيل أن الملك الذي ذكره الله هو مسدلة (٤) بن الجلندى
__________________
(١) هي البريمي الحالية ، وفي الأصل الجوف وهو تحريف في النسخ.
(٢) في الأصل أبو الهيثم.
(٣) سورة الكهف الاية ٧٩.
(٤) في الأصل مندلة.