ابن المستكبر. وقيل إنه هو المستنير (١) بن مسعود بن حرار بن عبد عز بن معولة بن شمس بن غانم بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. وليس هو كذلك ، والقول الأول هو الأصح لأن الجلندى هذا والذي هو أب عباد وجيفر فقد كان قبل الإسلام بقليل.
وقيل إنه أدرك الإسلام كما أدركه ولداه وقصة السفينة في زمن موسى عليه السلام. وبين موسى عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعوام ودهور.
٤ ـ وفاة مالك بن فهم :
وقيل إن مالك بن فهم قتله ولده سليمة خطأ. وسبب ذلك قيل إن مالكا جعل على أولاده الحراسة بالنوبة كل ليلة على رجل منهم ومعه الجماعة من خواصه وأمنائه. وكان سليمة أحب أخوته إلى أبيه وأحظاهم لديه وأكرمهم عليه وأرفعهم منزلة عنده وكان يعلمه الرمى حتى أحذقه وصار حاذقا ماهرا فحسده أخوته لمكانه من أبيه وكانوا يطلبون له عثرة مع أبيه فلم يجدوا له عثرة. فأقبل ذات يوم نفر منهم إلى أبيهم فقالوا «يا أبانا إنك جعلت على كل رجل واحد منا نوبة من الحرس وكل منا قائم بنوبته ما خلا أخانا سليمة فإنه إذا كانت نوبته انفرد عن الحرس وتشاغل بالنوم عن الحرس. فلا تكن لك منه كفاية ولا غنى».
وجعلوا يوهنون أمره وينسبونه إلى العجز والتقصير فقال لهم أبوهم «إن كلا منكم قائم بما عليه وليس بأحد منكم تقصير وقد فهمت قولكم في ولدي سليمة ، فإنه لم تزل الأخوة يحسد بعضهم بعضا لإيثار الاباء بعضهم على بعض وإن ظني به كعلمي به» ثم انصرفوا عنه ولم يبلغوا ما أملوه.
__________________
(١) في الأصل المستر.