الكتاب وقد أوردنا لمحة من أخبارهم ، ولم يزالا في عمان متقدمين إلى أن ماتا وخلفا من بعدهما عباد بن عبد بن الجلندى في زمن عثمان وعلي.
١٢ ـ جيوش الحجاج في عمان :
فلما وقعت الفتنة وافترقت الأمة وصار الملك إلى معاوية لم يكن لمعاوية في عمان سلطان حتى صار الملك لعبد الملك بن مروان واستعمل الحجاج على أرض العراق وكان ذلك زمن سليمان وسعيد ابني عباد بن عبد بن الجلندى وهما القيمان في عمان فكان الحجاج يغزوهما بجيوش عظيمة وهما يفضان جموعه ويبددان عساكره في مواطن كثيرة.
وكان كلما أخرج إليهما جيشا هزماه واستوليا على سواده إلى أن أخرج عليهما القاسم بن شعوة المزني في جمع كثير وخميس جرار فخرج القاسم بجيشه حتى انتهى إلى عمان في سفن كثيرة فأرسى سفنه في ساحل قرية من قرى عمان يقال لها حطاط فسار إليه سليمان بن عباد بالأزد فاقتتلوا قتالا شديدا فكانت الهزيمة على أصحاب الحجاج وقتل القاسم وكثير من أصحابه وقواده واستولى سليمان على سوادهم فبلغ ذلك الحجاج فأصابه أمر هائل ثم استدعى بمجاعة بن شعوه أخ القاسم أن يندب الناس ويستصرخهم وينادي في قبائل نزار حيث كانوا ويستعينهم ويستنجدهم ، وأظهر الحجاج من نفسه غضبا وحمية وأنفة وكتب إلى عبد الملك بن مروان وأبعد وجوه الأزد الذين كانوا بالبصرة عن النصرة لسليمان بن عباد فوجدت أن العساكر التي جمعها الحجاج وأخرجها إلى عمان كانت أربعين ألفا ، فأخرج من جانب البحر عشرين ألفا ومن جانب البر عشرين ألفا ، فانتهى القوم الذين خرجوا من البر فسار إليهم سليمان بسائر فرسان الأزد وكانوا ثلاثة الاف فارس وأصحاب النجائب ثلاثة الاف وخمسمائة فالتقى بهم عند الماء الذي دون البلقعة بخمس مراحل وقيل بثلاث