المحبوسين فأمر بإطلاقهم فلم يجسر أحد يمضي إليهم خوفا من الوادي فقال الإمام ، «أنا أمضي إليهم إذ هم أمانتي وأنا المسئول عنهم يوم القيامة» فمضى إليهم وأتبعه ناس من أصحابه فمر بهم الوادي فحملهم مع المسجونين.
وقبر الإمام من بعد أن يبس الوادي بين العقر وسعال وقبره معروف ومشهور وكانت إمامته اثنتي عشرة سنة وستة أشهر إلا أياما والله اعلم.
١٨ ـ إمامة غسان بن عبد الله :
ثم ولى من بعده غسان بن عبد الله الفجحي اليحمدي الأزدي فوطئ اثار المسلمين وأعز الحق وأهله وأخمد الكفر.
وكانت في زمنه البوارج (١) تقع على عمان وتفسد في سواحلها ، فاتخذ غسان الشذاة (٢) لغزوهم وهو أول من أتخذها وغزا فيها فانقطعت البوارج عن عمان.
وفي زمنه قتل الصقر بن محمد بن زائدة وكان ممن قد بايع المسلمين على راشد بن النظر الجلندى وأعانهم بالمال والسلاح ، وسبب قتله أنه خرج على المسلمين رجل من أهل الشرق ومعه بنو هناءة وغيرهم باغيا على المسلمين فألقى على المسلمين أن أخ صقر مع البغاة ، فذكروا ذلك لصقر فقال من يقول هذا وإن أخي معي في الدار مريض ، فلما هزم الله البغاة تحقق أن أخا صقر معهم فاتهموه بالمداهنة لما ستر عنهم أمر أخيه ، وكان صقر يومئذ بسمايل فبعث إليه الإمام الوالي وكان الوالي يومئذ بسمايل أبا الوضاح فمضى الوالي بالصقر مع الشراة خوفا من أن يبطشوا به ، وبعث الإمام إليه أيضا سرية أخرى
__________________
(١) البوارج مراكب كانت لقراصنة من كفار الهنود.
(٢) ضرب من السفن اتخذها الإمام لحماية سواحل عمان من القرصان الهنود. والإمام غسان هو أول من أتخذ له أسطولا من أئمة عمان.