منهم ، أفسدوا دينهم فنزع الله عنهم دولتهم وسلط عليهم عدوهم ، وكانت دولة الأباضية مذ ملكوها إلى أن خرجت من أيديهم مائة سنة وثلاث وستين سنة إلا شهرا وأثني عشر يوما والله أعلم.
٢٥ ـ أحوال عمان في عهد محمد بن نور :
وبعث محمد بن نور برأس عزان بن تميم إلى الخليفة ببغداد ، ورجع محمد ابن نور إلى نزوى وأقام بها.
ثم إن الأهيف بن حمحام الهنائي كاتب مشايخ عمان وقبائلها من كل مكان يدعوهم إلى محاربة محمد بن نور وإخراجه من عمان ويحثهم على ذلك ، فأجابوه وأقبلوا إليه ، فسار بعسكر ضخم وخميس جرار يريد محمد بن نور فبلغ ذلك محمد بن نور فدخل الرعب إلى قلبه ، فخرج هاربا فأتبعه الأهيف بعساكره ، وكان الرأي الصائب أن لا يلحقوه بل يسيرون خلفه رويدا رويدا حتى يخرج من عمان فيرجعوا عنه ، لكن لله إرادة ليقضي أمرا كان مفعولا ، فأسروا سريعا حتى لحقوه بدما ، فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر القتل والجراح في الفريقين وقد كادت تكون الهزيمة على محمد بن نور وقد ألجأوه على سيف البحر ، فبينماهم كذلك إذ طلع عليهم ركب من أهل قدمة وغيرهم من المضرية على كل جمل رجلان من قبل أبي عبيدة بن محمد السامي مددا لمحمد بن نور. فلما كانوا قريبا من العسكرين نزلوا عن رواحلهم وأخذوا أسلحتهم وحملوا مع محمد بن نور على الأهيف وأصحابه عند إعياء الناس ، وبعدها كادت تكون الهزيمة على محمد بن نور ، فوقعت الهزيمة على أهل عمان وقتل الأهيف بن حمحام وخلق كثير من عشيرته وغيرهم ، ولم يسلم من أهل عمان إلا من تأخر أجله.