ورجع محمد بن نور إلى نزوى واستولى على كافة عمان وفرق أهلها وعاث في البلاد وأهلك الحرث والأولاد.
وقال محمد بن دريد :
لا يفوت الموت منحدرا |
|
أبقاه الغاب والغيل |
مقرع الأكتاف ذو لبد |
|
مبرص الأوصال مجدول |
إن دهرا فل حدهم |
|
حده لا بد مفلول |
ما بكاهم إن هم قتلوا |
|
صبرهم للقتل تفضيل |
إنما أخبر الحرب بأن |
|
قد نالهم قوم أراذيل |
فالسهم من لا يحصله |
|
في كرم القوم تحصيل |
أعبد قن تصادرهم |
|
قوم أسود تبابيل |
فروا للهرب طرده |
|
طردا ما فيه تمهيل |
بمشيخ ثالط ودم ... |
|
أخلصت منه السراويل |
قيل والمقدار يحرسه |
|
فنجا والسرج مبلول |
فلما انهزم أهل عمان رجع محمد بن نور وجعل أعزة أهلها أذلة وقطع الأيدي والأرجل والاذان ، وسمل الأعين ، وجعل على أهلها النكال والهوان ، ودفن الأنهار وأحرق الكتب وذهبت عمان من أيدي أهلها.
ثم إنه أراد الرجوع إلى البحرين فجعل عاملا على عمان رجلا يقال له أحمد ابن هلال ورجع هو إلى البحرين وجعل أحمد عمالا على سائر عمان وكانت إقامته ببهلاء وجعل على نزوى عاملا رجلا يقال له بيحرة ويكنى أبا أحمد ، فقيل له ذات يوم إن أبا الحواري ومن معه من الأصحاب يبرءون من موسى بن موسى فأرسل إلى أبي الحواري ومن معه من الأصحاب جنديا فوصل الجندي وهو قاعد على محراب مسجد بن سعيد المعروف بأبي القسام وهو مسجد الشجي بعد صلاة الفجر يقرأ القرآن فقال إن أبا أحمد يقول لك سر إليه فقال