وقد عرفنا عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي المؤثر رحمه الله أنه قال : «لا نعلم في أئمة المسلمين كلهم بعمان أفضل من سعيد بن عبد الله لأنه كان إمام عدل وعالما وقتل شهيدا فجمع ذلك كله رحمه الله وغفر له إلا أن يكون الجلندى بن مسعود فإنه لعله مثله أو يلحق به». فالله أعلم أن قال الجلندى أفضل منه أو أنه مثله أو يلحق به.
أما الذي عرفنا عن الشيخ أبي إبراهيم محمد بن سعيد ابن أبي بكر رحمه الله أنه قال : «إن الإمام سعيد بن عبد الله أفضل من الإمام الجلندى بن مسعود وما أحقه بذلك لأنه كان إماما عدلا صحيح الإمامة من أهل الاستقامة عالما في زمانه يفوق أهل عصره وأوانه ومع ذلك قتل شهيدا في ظاهر أمره رحمه الله وغفر له وجزاه عنا وعن الإسلام أفضل ما جزى إماما عن رعيته» ، وقال الشيخ أبو سعيد رحمه الله وغفر له : «لا نعلم من أمر هذه الحلة من أهل الدار إجماعا على أحد الأئمة المنصوبين من أئمة المسلمين من بعد عبد الملك بن حميد إلى يومنا هذا ـ يعني في أيامه رحمه الله ـ إلا أننا نرجوا أنهم مجتمعون على ولاية الإمام أبي القاسم سعيد بن عبد الله رحمه الله» فهذا ما وجدنا في فضله وشهرته.
ووجدت تاريخا للوقعة التي قتل فيها الإمام سعيد بن عبد الله رحمه الله سنة ثماني وعشرين بعد ثلاثمائة سنة (١) والله أعلم ، ووقعت على كتاب مسطور أن سبب هذه الوقعة ، كانت امرأة من أهل الغشب من الرستاق مروحة حبا على الشمس فجاءت شاة فأكلت من الحب فرمتها بحجر فكسرت يدها فجاءت صاحبة الشاة فجعلت تضرب المرأة التي رمت الشاة فاستغاثت بجماعتها فجاء أحد من جماعتها وجاء أحد من جماعة الأخرى فكان كل فريق يهيب بفريقه ووقعت بينهم صكة عظيمة فجاء الإمام سعيد بن عبد الله ومعه أحد من
__________________
(١) وتوافق سنة ٣٢٨ ه ، ميلادية ٩٣٩.