فرائضه عذرا وباب فرج ، ولا فرق بين الإمام والرعية ، وكل منهم جار عليه حكم القضية ، فألقى بنفسه إلى منزله واستسلم ، رجاء أن يستر عليه وأن يسلم ، فوصل إليه رسول السلطان إلى مكانه يعطيه من الميثاق بأمانة ، فبلغنا أنه أعطاه ذلك بلسانه ولم يبلغنا أنه عرضه ليمين ، ولا كان إلى باب السلطان من الوافدين ، ولا من القادمين إليه والواصلين ، وإنما السلطان الذي وصل إليه واضطره إلى ذلك وجبره عليه فزالت معنا بذلك إمامته وانتفت للعذر الواضح عنه ولايته ، ولا نعلم في الأحكام ولا فيما اختلف فيه من أمر الإمام أن راشد بن الوليد رحمه الله يلحقه القائل في إمامته مقال ، ولا طعن ولا عيب في حال من الحال. فلبث بعد ذلك قليلا محمودا ، ومات عن قريب من ذلك مفقودا.
وكان راشد بن الوليد في الوليد في أيامه وزمانه ، وموضعه ومكانه ، ومع أنصاره وأعوانه والعاقدين له من أصحابه وإخوانه ، في عامة أموره غريبا معدوما ، ولم يكن عند احد من أهل الخبرة في أموره ملوما ولا مذموما ، فجزاه الله عن الإسلام وأهله لما قد قام فيه من حقه وعدله ، وعنا وعن جميع من عرف فضله أفضل ما جزى إماما عن رعيته ، وأخا بصحيح إخوته ، وإنما ذكرنا من أمور راشد بن الوليد ما قد ظهر ، ونرجوا أنه لن يرفع ولن ينكر وإلا ففضائله كانت معنا أكثر من هذا وأكبر.
وكان أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي المؤثر قد قتل في وقعة الغشب من الرستاق ، في سيرة الإمام راشد بن الوليد وطاعته.
وكان زوال أمر راشد بن الوليد في وقعة نزوى وفيها زالت رايته وانفضت جماعته وبان خذلان رعيته له ولزمته التقية ، وخاف هنالك على نفسه من السلطان والرعية أن يقصدوه بالقتل رضا للسلطان ، ولم ير مستقرا في موضع من عمان من حد جلفار إلى حد عوان ولا في جبال عطالة ولا في أرض الحدان ، والرستاق فأدهى عليه وأمر ، وأعدى عليه من كل عدو وأشر ، والله