والأمير عمير بن حمير فاستقام الحرب بينهما ساعة من النهار ثم رجع سليمان إلى بهلا ورجع الأمير عمير إلى سمايل وترك بعض قومه في دارسيت. (١)
وكان الأمير عمير ذا خلق حسن واسع فلما وصل إلى سمايل أرسل إلى بني جهضم وهم متفرقون في قرى شتى فأقبلوا إليه فوقعت بينهم الألفة وإثبات الصحبة ، ثم أرسل إلى سلطان الرستاق وهو مالك بن أبي العرب (٢) ليصله إلى سمايل فسار مالك وصحبه أبو الحسن علي بن قطن ، فلما وصلوا إلى سمايل ساروا مع بني جهضم إلى سمد الشان وبنوا لهم بنيانا حول دارهم وترك عندهم الأمير البعض من قومه وترك لهم ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب وآلة الحراب ورجع إلى سمايل.
وأما بنو هناءة وسليمان بن مظفر فإنهم لم تنقطع بينهم الغزوات ثم إن الأمير عمير بن حمير والسلطان مالك بن أبي العرب ساروا إلى نزوى وهما ينتظران الأمر وكان لمالك بن أبي العرب وزير في «عيني» من الرستاق ، فدخل عليه أهل الدار وأخرجوه منها ، وجاء رجل من أهل عيني إلى سليمان بن مظفر يطلب منه النصر على الخصم ، فأعانه ببعض قومه وأرسل معه عرار بن فلاح الخبر إلى السلطان مالك بن أبي العرب بما جرى في داره فأراد المسير إلى داره فقال له الأمير عمير بن حمير قف معنا ولا تخف فهذا من علامات السرور ، فقال كيف ذلك والعدو في داري فقال الأمير عمير : ذلك عندي وإنا إن شاء الله من الغالبين ، قال الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(٣)). كما قال الشاعر :
إذا الحادثات بلغن المدى |
|
وكادت تذوب لهن المهج |
__________________
(١) المقصود بها بلادسيت وهي إحدى مناطق داخلية عمان.
(٢) هو جد الإمام ناصر بن مرشد ستجيء أخباره.
(٣) سورة الشرح الآية ٥ ، ٦.