وها أنا أشرع فى بيان ذلك ، مفوضا لربى المالك ، على عادة المصنفين ، على حسب ما اقتضت إليه همتهم من التأليف على طرق شتى بحسب الاطلاع والمقاصد.
فمنهم : من اعتنى بذكر الصحابة والقرابة والتابعين وتابعيهم.
ومنهم : من اعتنى بذكر الشهداء والمجاهدين فى سبيل الله تعالى.
ومنهم : من ذكر العلماء والفقهاء.
ومنهم : من ذكر الحفاظ من المحدثين ومشايخ القراء.
ومنهم : من ذكر الخطباء والمتصدرين.
ومنهم : من ذكر الفصحاء وأصحاب المعروف من الوزراء والكتاب وذوى الأموال.
ومنهم : من اختص بذكر المزارات ومعرفة الآثارات.
ومنهم : من شرح الصدور بذكر فضل زيارة القبور.
ومنهم : من نبه قلوب الغافلين بذكر البعث والنشور ، إلى غير ذلك مما لم يحضرنى ذكره.
فرأيتها : على غير منوال بل شوارد أقوال ، أحببت أن أجمع بين هذه المقاصد راجيا من الله تعالى أن يكون كتابى هذا عونا وعمدة لكل قاصد ، لعلى به أن أنال من مقاصد الخير بعض الذى نالهم ، وأن أعد من الذين قد اقتفوا آثارهم ، وأطلب من الله المعونة على جمع هذا الكتاب.