وفي طليطلة كانت مكتبة بني ذي النون الجليلة.
وفي منطقة المريّة وجدت المكتبات القيمة ، وكذلك في سائر مدائن الأندلس.
واهتم بهذا الأمر أيضا بنو الأحمر ملوك غرناطة.
(ب) المغرب : حرص الخلفاء والملوك في المغرب على إقامة المعاهد والمكتبات ، فأبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن صاحب الدولة الموحدية أنشأ في مرّاكش مكتبة عظيمة. وملوك المرينيون بنوا المدارس الكثيرة ، وشجعوا الحركة العلمية.
ـ الوزراء والأمراء : لقد قيض الله سبحانه وتعالى لبلاد الأندلس وزراء نابهين ، وحجابا صالحين ، وأمراء نجباء ، ساعدوا على رفع المستوى العلمي في بلادهم ، ومن أجلّ هؤلاء الحاجب المنصور (محمد بن أبي عامر) أعظم وزراء الأمويين في الأندلس ، الذي أنشأ دور العلم بقرطبة ، وبالغ في الإنفاق عليها ، وتكريم أهلها من علماء وطلبة ، وكان رحمه الله تعالى محبا للعلم والمعرفة ، يؤثر علوم الشرائع والعربية ، ويبغض علوم الأوائل ، وقد استخرج من مكتبة القصر كتب الفلسفة التي جمعها الحكم المستنصر وأحرقها فجزاه الله خير الجزاء ، وكان مغرما بجمع الكتب ، له خزانة كتب عظيمة تشتمل على أمهات الأسفار ونفائسها.
وقد تنافس الأمراء والأعيان في قرطبة ، وخاصة في عهد الحكم المستنصر ، في تأسيس المكتبات في دورهم ، حتى غدت أسواق الكتب في قرطبة من أعظم الأسواق الكتبية وأحفلها في العالم.
وقد قيل إنه كان يوجد في الأندلس حوالي ٧٠ مكتبة عامة.
وكان يوسف بن نغرالة اليهودي أحد وزراء بني مناد البربر في غرناطة جمّاعة للكتب ، أنشأ لنفسه مكتبة عظيمة.