بلاد خراسان ، وفارس ، وأصبهان ، وسجستان ، والسّند ، وكرمان ، وهمت بدخول بغداد لكنها لم توفق ، ثم زالت الدولة الصفارية سنة ٢٩٨ على يد الدولة السامانية التي أسسها نصر بن أحمد الساماني الفارسي سنة ٢٦١ في بلاد ما وراء النهر وكانت حاضرتها بخارى ثم استولت هذه الدولة على بلاد خراسان ، وجرجان ، وطبرستان ، وسجستان ، والجبال.
ثم انقرضت هذه الدولة على يد الغزنويين ، وخانات تركستان ـ الذين تمتد بلادهم من حدود الصين شرقا إلى حدود الدولة السامانية غربا ـ والبويهيين.
وكانت قد قامت الدولة الزيارية سنة ٣٢٢ على يد مرداويج بن زيار الدّيلمي ، وشملت بلاد الجبال ، وطبرستان ، والرّي ، وجرجان ، وغيرها ؛ وهمت بدخول بغداد لإعادة مجد الدولة الفارسية ، لكن سرعان ما زالت دولتهم على يد الدولة البويهية الفارسية الشيعية التي أسسها عماد الدولة علي بن بويه ، وأخواه ركن الدولة حسن ، ومعز الدولة أحمد وذلك سنة ٣٢٣ وشملت بلاد الجبال ، والرّي ، وفارس ، والعراق ، والموصل ، وديار بكر وغيرها ، وقد استطاعت هذه الدولة أن تمد نفوذها إلى حاضرة الخلافة بغداد ، فحكمت فيها أكثر من قرن ، واستأثر سلاطينها بالسلطة فيها دون الخلفاء ؛ وكان عهد بني بويه من أسوأ العهود ، حيث حرضوا الشيعة على أهل السنة ، وهموا بإقامة خلافة علوية ، وناصبوا الخلفاء العداء فقتلوا ، وعذبوا ، وأهانوا ، وعزلوا من شاءوا منهم ، وشجعوا في آخر عهدهم دعاة الباطنية ، والمذاهب الملحدة حتى دمر الله عليهم ملكهم على يد الغزنويين والسلاجقة.
وكانت الدولة الغزنوية ـ وحاضرتها غزنة ـ قد أخذت في الظهور سنة ٣٥٢ على يد ألبتكين التركي أحد ولاة السامانيين ، لكن المؤسس الفعلي لها هو سبكتكين أحد مماليك إسحاق بن ألبتكين وذلك سنة ٣٦٦ ، واتسعت رقعة هذه الدولة فشملت بلاد ما وراء النهر ، وخراسان ، وفارس ، وسجستان ،