ترجمة موجزة للحافظ الذهبي
هو الإمام الكبير ، الحافظ الجهبذ ، والمؤرخ المحقق ، والمقرىء المجود ، نسيج وحده ، وقريع دهره ، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله التّركماني الفارقي (١) الأصل (٢) ، الدمشقي ، الشافعي ، المعروف بالذهبي (٣).
ولد بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٣ ، وطلب العلم في حداثته ، ثم رحل فيه إلى مدائن الشام ، ومصر ، والحجاز ، فسمع من جماعة كبيرة من الأئمة ، ثم عاد إلى بلده (دمشق) ، فأقام فيها ، وتصدر للتحديث ، والإقراء ، والإفادة ، والتدريس. وولي مشيخة عدد من المدارس. واشتغل بالتصنيف ، والتخريج ، وتآليفه كثيرة وحفيلة من أجلّها ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، وتذكرة الحفاظ ، وسير أعلام النبلاء ، وتاريخ الإسلام وطبقات المشاهير والأعلام ، ومعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، وغيرها.
__________________
(١) نسبة إلى ميّافارقين أشهر مدن ديار بكر.
(٢) يبدو أن جد الذهبي عثمان هو أول من سكن دمشق من أجداد الذهبي ، وذلك لأن الذهبي لما ترجم لوالد جده في رسالة أهل المئة فصاعدا ص ١٣٧ لم ينسبه إلى دمشق خلافا لجده.
(٣) اشتغل الحافظ الذهبي في بادىء أمره بصناعة الذهب ، قال سبط ابن حجر في رونق الألفاظ ٢ / ورقة ٣٥ أ: «وتعلّم صناعة الذّهب كأبيه ، وعرف طرقها». ثم ترك الذهبي هذه الصنعة وانصرف للعلم ، فبقيت الشهرة بها لأبيه ، لذا كان يعرّف نفسه في كتبه بابن الذهبي ؛ والعلماء من بعده عرّفوه بالأمرين.