كلمة بين الأمصار ذوات الآثار للذهبي
والإرشاد في علماء البلاد للخليلي
يبدو أن الذهبي رحمه الله تعالى استقى أصل رسالته «الأمصار ذوات الآثار» من كتاب «الإرشاد (١) في علماء البلاد» للإمام الحافظ أبي يعلى الخليل بن عبد الله القزويني المعروف بالخليلي والمتوفى سنة ٤٤٦.
ومن ألقى نظرة فاحصة في الكتابين انقدح في نفسه صدق هذه الدعوى ، وتبين له صحتها ، ولا أريد الإطالة باستيعاب البراهين على ذلك ، بل أكتفي بذكر دليلين واضحين قويين هما :
(١) تقارب ترتيب البلدان في الكتابين :
ففي كتاب الأمصار ذوات الآثار رتبت على هذا النحو : المدينة ، مكة ، بيت المقدس ، دمشق ، مصر ، الإسكندرية ، بغداد ، حمص ، الكوفة ، البصرة ، اليمن ، الأندلس ، المغرب ، الجزيرة ، الدّينور ، همذان ، الرّي ، قزوين ، جرجان ، نيسابور ، طوس ، هراة ، مرو ، بلخ ، بخارى ، سمرقند ، الشاش ، فرياب ، خوارزم.
وفي كتاب الإرشاد سيقت على الشكل التالي : المدينة ، مكة ، مصر ، الشام ، البصرة ، الكوفة ، واسط ، المدائن ، بغداد ، الموصل ، حلوان ،
__________________
(١) رتب الخليلي كتابه هذا على البلدان ، وذكر تحت كل بلد مشاهير أئمته ، وكبار علمائه وحفاظه ومحدثيه ، وأورد لهم تراجم يغلب عليها الإيجاز.