(٣) دول المغرب والأندلس :
فتح الأمويون بلاد المغرب والأندلس ، وأخضعوها لسلطانهم النافذ ، لكن لما ضعفت الدولة الأموية في آخر عهدها ذهب ذلك النفوذ ، وأصبحت تلك البلاد شبه مستقلة عن الدولة الأم.
ولما انتقلت الخلافة إلى بني العباس ، حدث في عصرهم الأول خروج بلاد الأندلس عن أيديهم ، على يد عبد الرحمن الداخل الأموي وذلك سنة ١٣٨ مؤسسا دولة أموية قوية ، أعادت للأمويين بعض سلطانهم المسلوب ، وكانت هذه الدولة من محاسن الدول ، حيث حرصت على جهاد الصليبيين ، والفرنجة ، ونصارى الأندلس ، وأوقعت بهم الهزائم في وقائع عديدة ، وفرضت عليهم الجزية ، كما أنها أقامت حضارة أندلسية عريقة ، وكانت حاضرة هذه الدولة «قرطبة».
ثم زالت الدولة الأموية سنة ٤٢٢ على أيدي ملوك الطوائف الذين أسسوا في الأندلس دولا صغيرة متنازعة ، بعد أن كانت تلك الدولة قوية متماسكة ، بل إنها أقامت في ديار الأندلس خلافة ، عندما أعلن أحد ملوكها وهو عبد الرحمن الناصر الذي حكم بين سنتي ٣٠٠ ـ ٣٥٠ نفسه خليفة ، وسار على منواله من جاء بعده من حكام الأمويين (١).
ولما ضعف أمر الأمويين ، وبني حمّود في الأندلس وثب الأمراء على الجهات فقامت ممالك الطوائف التي زالت على يد الدولة المرابطية ثم زالت الدولة المرابطية على يد الدولة الموحدية ثم زالت دولة الموحدين في الأندلس على يد محمد بن يوسف بن هود الجذامي ، ثم زال حكم بني هود ، وحكم البقية الباقية من بلاد الأندلس بنو نصر ، ثم انتهى حكم المسلمين في تلك الديار سنة ٨٩٧ عند سقوط غرناطة بيد الصليبيين.
__________________
(١) وقد نازع بنو حمّود الأدارسة ملوك الغرب ، الأمويين على الخلافة في الأندلس ، حيث إنهم ملكوا قرطبة سنة ٤٠٧ ، وحكموا الأندلس لكن ما لبث أن عاد الأمر إلى الأمويين بقرطبة.