قائمة الکتاب
الافتتاحية
٥دول المغرب والأندلس
٢٦
إعدادات
الأمصار ذوات الآثار
الأمصار ذوات الآثار
المؤلف :شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :دار البشائر الإسلاميّة للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :262
تحمیل
وكانت قد تأسست في بلاد المغرب الأقصى سنة ١٧٢ دولة الأدارسة المناهضة للدولة العباسية ، وقد امتد سلطانها من وهران شمالا ، إلى بلاد السّوس الأقصى جنوبا ، ثم زالت هذه الدولة سنة ٣٧٥ على يد الأمويين في الأندلس ، والعبيديين في إفريقيّة ، وكانت قد خضعت ـ في فترات من قبل ـ للعبيديين ، والأمويين.
وقامت في إفريقيّة دولة الأغالبة التي أسسها إبراهيم بن الأغلب سنة ١٨٤ ، وكانت حاضرتها القيروان ، ثم زالت هذه الدولة سنة ٢٩٦ على يد العبيديين ؛ ثم لم يلبث أن زال حكم العبيديين عن بلاد المغرب كلها.
وفي سنة ٤٤٨ تأسست في المغرب الدولة المرابطية ـ وحاضرتها مرّاكش ـ على يد الأمير يحيى بن إبراهيم اللّمتوني ، ويرجع الفضل الكبير في تأسيسها إلى الشيخ الفقيه عبد الله ياسين المالكي ، وقد قامت هذه الدولة على الإيمان والتقوى ، وكانت من خيار الدول ، ويكفيها شرفا أنها نشرت مذهب أهل السنّة في تلك البلاد التي حكمها وأفسدها العبيديون.
وقد اتسعت الدولة المرابطية في عهد أميرها يوسف بن تاشفين رحمه الله تعالى فامتدت من حدود تونس شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ، ومن جبال البرانس في الجنوب الفرنسي شمالا إلى السّودان جنوبا ، وعملت على نشر الإسلام بين قبائل المغرب ، والصحراء ، وبلاد السنغال وغيرها ، وقضت على آمال ملوك نصارى أوروبا ، والأندلس الذين استطاعوا في عهد ملوك الطوائف أن يتوغلوا في بلاد الأندلس ، ويستولوا على كثير من مدنها ، وأقاليمها ، وحصونها ، فخرجت جحافل المرابطين المنصورة من بلاد المغرب نحو الأندلس ، فاسترجعت كل ما ملكه النصارى من بلاد الإسلام في تلك الناحية ، بعد حروب ضارية ، ووحدت بلاد الأندلس تحت رايتها بعد أن كان يحكمها ملوك كثيرون دب بينهم الخلاف والشقاق ، كما وحدت بلاد المغربين الأقصى والأوسط وغيرهما من البلاد.