ونبغ في العلم من وزراء الأيوبيين أيضا أمين الدولة بن غزال السامري وزير الملك الصالح إسماعيل بن العادل. وصفي الدين عبد الله بن علي المعروف بابن شكر وزير الملك العادل ، الذي صنف كتابا في الفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه.
وفي الدولة المماليكية : كان أحد أمرائها وهو علم الدين سنجر الدّويدار من العلماء الأجلاء المفتين ، له مشاركة في الفقه والحديث ، صنف شرحا كبيرا على مسند الشافعي ، وقد خرّج له المزّي جزأين عوالي ، كما خرّج له غيره. وكان نائب الشام من قبل المماليك سيف الدين تنكز يكثر من طلب الحديث وسماعه ، وقد عمل على إسماعه أيضا. وكان نائب الإسكندرية الأمير صلاح الدين خليل بن عرّام مشاركا في عدة علوم ، وله تصنيف في التاريخ. كما أن الأمير الكبير بيبرس المنصوري الدّوادار كان مولعا بسماع الحديث ، والبحث ، وقد صنف تاريخا كبيرا بمعاونة غيره.
وفي مملكة غرناطة بالأندلس : برع الوزير الكبير أبو عبد الله محمد بن عبد الله السّلماني المعروف بلسان الدين بن الخطيب بالعلم والأدب ، فقد كان كاتبا ، شاعرا ، أديبا ، مؤرخا ، طبيبا ، فيلسوفا ، له إلمام ببعض العلوم الشرعية ، بل إن السّخاوي عده من المتكلمين في الرجال (١).
ثانيا ـ تشجيع الحكام للعلماء :
فمن ألقى نظرة عامة في سير وتواريخ حكام المسلمين عبر العصور الطويلة ، يجد الكثير منهم يميل إلى العلماء ، ويقربهم ، ويغدق عليهم في العطاء.
ولا حاجة لبيان تشجيع الخلفاء الأمويين في دمشق ، والعباسيين في عصرهم الأول ببغداد للعلماء ، لأنه أمر واضح وجلي.
__________________
(١) الإعلان بالتوبيخ ٤٤٦.