وأقام سبعة أيام بجراحه ، ومات منها (١). وأما الرجل ، فإنه سحبه العبد ـ يظنه ميتا وبه رمق الحياة ـ فمر به رجل من [م ٣٣٨] أهل البلد ، فقال «من يعيننى على مواراة هذا الرجل؟». فنطق الجريح فقال «إنني حي». فحمله على كتفه ، وأدخله البيت ، فعوفى من جراحه (٢) ، وعاش بعد ذلك زمانا ، والله على كل شيء قدير ، وكان هذا بعد أن دخلت صحار بثلاثة أشهر.
فلما علم نبهان بموت أخيه ، ركب من مقنيات إلى ينقل (٣) ، وترك بعض عسكره في حصن مقنيات ، وكانوا قد أملوه من كثرة جوره وبغيه ، فعزموا على إخراجه من مقنيات ، فتوجه ـ رجل ـ إلى الأمير عمير بن حمير ، وسيف بن محمد ، لينتصر بهما (٤) فسار الأمير [عمير](٥) وسيف بن محمد بمن معهما من القوم ، ودخلوا حصن مقنيات بلا منع ولا قتال ، وأقاموا مدة أيام ، ثم ركبا ببعض (٦) قومهما إلى ينقل فعلم بذلك نبهان بن فلاح ، فخاف منهما على نفسه ، فركب [م ٣٣٩] ـ هو وأربعة من عساكرة ـ بلازانة ، وقصدوا إلى دار أخواله الريايسة ، وذلك لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة ست وعشرين بعد الألف.
وأقام الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد بينقل أياما ثم إن عميرا وهب البلاد لأهلها يأكلون هنيئا مريئا ، ورجع إلى مقنيات. ثم أرسل إلى أهل
__________________
(١) في الأصل (منه).
(٢) في الأصل (من جراحته).
(٣) العبارة في الأصل بها اضطراب وتكرار ، وقد اعتمدنا في تصحيحها على ما جاء في كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ١ ، ص ٣٩٩).
(٤) في الأصل (لينصرهما).
(٥) ما بين حاصرتين إضافة لإيضاح المعنى.
(٦) في الأصل (بعض).