البلد ، فسألهم عما كان يأخذ عليهم نبهان ، فقيل إنه كان يأخذ نصف غلة النخل وربع الزرع ، فاقتصر عليهم الأمير عمير بن حمير بعشر الزرع. وأما أموال السلطان [فهي](١) لمن أقام بالحصن ، وجعل [في الحصن](٢) عمر بن محمد بن أبي سعيد ، ورجع الأمير عمير بن حمير وسيف بن محمد إلى بهلا.
ثم إن نبهان بن فلاح أخذ جنودا من أخواله ـ آل الريس ـ ووصل بهم إلى الظاهرة ، ودخل فدى ، وأقام فيها مدة أيام ، ثم جاء أحد ممن كان له مصاحبا من أهل ينقل من قبل ، فقال له : «نحن ندخلك البلد ، ونثبت قدمك ، ونشد عضدك ، وننصرك [م ٣٤٠] على القوم ، ونستفتح لك الحصن» : فسار بقومه ، وأدخله ينقل ليله النصف من ربيع الآخر ، سنة ست وعشرين بعد الألف ، وحكم مقابض البلاد من أولها إلى آخرها ، إلا الحصن ، وكان فيه قبيلة من بنى علي ، فتحصنوا ، وأحدق بهم نبهان ، واستقام بينهم القتال. فخرج رجل من أهل الحصن ، ومضى [إلى](٣) الأمير قطن بن قطن.
وكان الأمير يومئذ ناصر بن ناصر ، فركب معه محمد بن محمد بن محمد بن جفير ، وعلي بن قطن بن قطن ، وقطن بن علي بن هلال ، وناصر بن ناصر بن قطن ، بما عندهم من القوم ، وكان مسكنهم ببادية الشمال ، فساروا حتى دخلوا ينقل ، فاستقام بينهم وبين نبهان بن الفلاح القتال ، واشتد الطعن والنزال ، وارتفع العجاج ، وارتجت الفجاج ، فانكسر عسكر [السلطان](٤) نبهان بن فلاح ، فمنهم من قتل ، ومنهم من طلب التسيار فسير ، ومنهم من مضى على وجهه.
__________________
(١ ، ٢) ما بين الحواصر إضافات لضبط المعنى
(٣) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٤) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح