فصل في فضائل الإمام ناصر بن مرشد
رحمه الله
له فضائل مشهورة ، فمنها أنه كان رجل نائما في مسجد قصرى (١) من الرستاق ، فرأى كأن في إحدى زوايا المسجد سراجا مضيئا. فلما انتبه رأى في تلك الزاوية الإمام مضطجعا ، وذلك قبل أن تعقد له الإمامة.
وقيل [م ٣٦٥] إن أمه كان لها زوج بعد أبيه ، فكان الإمام ـ رحمه الله ـ يأمرها أن تصنع طعامه قبل طعامهم ، لئلا تبقى بقية من طعام زوجها من العجين ، فيدخل في طعامه ، فخالفت يوما أمره ، فعجنت طحين زوجها ثم خبزته ، ولم تغسل الوعاء ، وصبت طحين الإمام في ذلك الوعاء ، فقيل إن يدها لصقت بالطوبج (٢) ، ولم تقدر بنزعها حتى رضي عنها.
ومن فضائله ـ رحمه الله ـ بعدما عقد له ، قيل كان أناس من أهل النفاق مجتمعون في بيت رجل منهم ، يسبون الإمام بكلام قبيح ، فنهتهم زوجة ذلك الرجل ، فلم ينتهوا ، فخرجت عنهم ، فخر عليهم سقف البيت ، فماتوا جميعا.
ومن فضائله ـ رحمه الله وغفر له ـ قيل إن مطية أكلت من طعام بيت المال ، فتحرشت ، فلم تزل كذلك حتى رأت الإمام ، فأتت إليه ، فوضعت رأسها على منكبيه. فلم تزل كذلك حتى جاء ربها ، فسأله الإمام عن حالها ، فأخبره أنها أكلت [م ٣٦٦] من طعام بيت المال فتحرشت فرضي له الإمام وأحله ، ومسح بيده الكريمة على رأسها ، فبرئت مما بها.
__________________
(١) في الأصل (قصرا)
(٢) إناء يعجن فيه الطحين.