ومن فضائله ـ رحمه الله ـ قيل إن جراب تمر أشبع أربع مائة رجل [من قومه](١)
ومن فضائله ـ رحمه الله وغفر له ونور ضريحه ـ أنه كان ذات ليلة نائما فوق سطح في أيام الحر ، إذ أتى إليه رجل يريد أن يقتله فوقف على رأس الإمام ـ والإمام نائم ـ وفي يده خنجر مشحوذة فلم يقدر أن يضرب الإمام وأمسك الله على يده ، حتى انتبه الإمام ، فرآه واقفا على رأسه ، وبيده خنجر مشحوذة ، فسأله ما يريد؟ فقال : «ما يسعني غير عفوك». فعفى عنه ولم يعاقبه.
ومن فضائله ـ رحمه الله ـ أن بدويا ضلت له ناقة ، فمضى في طلبها فبينما هو يمشى ، إذ رأى أثر قدم إنسان ، فاستعظم ذلك القدم ، فجعل يقصها حتى انتهت به [إلى](٢) غابات شجر ، فسمع صوتا من داخل الشجر : «فمطيتك في موضع كذا ، فامض إليها. وقل للإمام ناصر بن مرشد يلزم هذه السيرة فإنها سيرة النبى صلى الله [م ٣٦٧] عليه وسلم» ، فمضى البدوي مرعوبا ، وقصد الموضع الذى وصفت له فيه ناقته ، فرى مطيته في الموضع الموصوف ، ثم مضى إلى الامام ورأى الإمام في نومه أن بدويا أتاه يبشره [أنه](٣) على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فلما وصل إليه البدوى ، رآه في يقظته (٤) ، كما رآه في نومه [فحدثه](٥) ، بما جرى عليه وبما سمع. فحمد الإمام الله على ذلك ، وأمر للبدوي بنصف جراب تمر ، وبنصف جري حب (٦) وثوب فمضى البدوي شاكرا ، ولفضل الإمام ذاكرا.
__________________
(١) ما بين حاصرتين تكملة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٧)
(٢ ، ٣) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٤) في الأصل (في يقضته)
(٥) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٦) في الأصل (حرب)