واعتمرت عمان في دولته وزهرت ، واستراحت الرعية في عصره وشكرت ، ورخصت الأسعار ، وصلحت الأسفار ، وربحت التجار ، وسدت الأثمار (١).
وكان متواضعا للرعية ، ولم يكن محتجبا عنهم. وكان يخرج في الطريق بغير عسكر ، ويجلس مع الناس ويحدثهم ، ويسلم على الكبير والصغير ، والحر والعبد.
ولم يزل قائما مشمرا حتى مات ، رحمه الله ، وغفر له ، وقبر حيث قبر الإمام ناصر بن مرشد ، وكانت وفاته ضحى الجمعة ، سادس عشر ذى القعدة ، سنة [تسع وخمسين وألف سنة](٢) ، والله أعلم.
عقد الإمامة لولده بلعرب بن سلطان
فقد عقد لبلعرب هذا ، ولم تزل الرعية له شاكرة ، ولفضله ذاكرة وكان جوادا كريما وعمر [م ٣٧٠] يبرين (٣) ، وبناها حصنا ، وانتقل إليها من نزوى. ثم وقعت بينه وبين أخيه سيف بن سلطان فتن ، وأصاب كثيرا من أهل عمان ـ من فقهائهم (٤) ومشايخهم ، أهل ورع وزهد وعلم ـ
__________________
(١) من التسديد بمعنى التوفيق للسداد (لسان العرب).
(٢) «بياض» في الأصل ، وما بين حاصرتين تكملة من الفتح المبين لابن رزيق ، ص ٢٩٢.
(٣) كذا في الأصل ، وكذلك في الفتح المبين لابن رزيق (ص ٢٩٣) أما في تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ٧٦) فقد جاء الإسم (جبرين) وهى تقع إلى الجنوب الغربي من بهلا وقد وصف السالمي (ج ٢ ، ص ٩٠) الحصن الذى بناه الإمام بلعرب فيها بأنه (كان من أعاجيب الزمان ، لا يستطيع أحد أن يصفه بجميع ما فيه).
(٤) في الأصل (من فقهاءهم).