وضربت المدافع إظهارا وإشهارا ، وانتشر الخبر في عمان أن الإمام سيف بن سلطان.
فلما سكنت الحركة ، واهدان (١) الناس ، أدخلوا الشيخ المهنا حصن الرستاق خفية ، وعقدوا له الإمامة في هذا الشهر ـ الذي مات فيه سلطان ـ من هذه السنة. فقام بالأمر ، واستراحت الرعية في زمنه وحط عن الناس القعادات (٢) بمسكد ، ولم يجعل لها وكيلا وربحت الرعية في متجرها ، ورخصت الأسعار ، وبورك في الثمار. ولم ينكر [م ٣٧٦] عليه أحد من العلماء [شيئا](٣) ، وإن لم يكن هو كثير علم ، إلا أنه يتعلم ويسأل. ولم يقدم على أمر إلا بمشورة العلماء ، فلبث على ذلك سنة حتى قتل ظلما.
وقصة ذلك ، وسبب الفتنة بين أهل عمان ، وما جرى ووقع فيها فلما وقع العقد للإمام المهنا بن سلطان ، لم تزل اليعاربة وأهل الرستاق مسرين العداوة له ، وللقاضي عديّ بن سليمان الذهلي ، رحمه الله. ولم يزالوا بيعرب بن بلعرب بن سلطان يحرضونه على القيام والخروج حتى خرج على الإمام مهنا بن سلطان ، [و](٤) سار مختفيا إلى مسكد ، فما كان [بعض الوقت](٥) إلا وقيل أن يعرب بن بلعرب في الكوت الشرقي ، والوالي على مسكد الشيخ مسعود بن محمد [بن مسعود](٦) الصارمي الريامي ، وكان الإمام خارجا إلى فلج البزيلي من ناحية الجوّ ، فبلغه ، فرجع إلى الرستاق.
__________________
(١) كذا في الأصل ، وفي تحفة الأعيان للسالمى (ج ٢ ، ص ١١٦) وهدأت الناس
(٢) كذا في الأصل ، وكذلك في الفتح المبين لابن رزيق (ص ٣٠٢) وفي تحفة الأعيان للسالمى ، ج ٢ ص ١١٦ ، (القعودات) ونرجح أن المقصود باللفظ المكوس والضرائب غير الشرعية
(٣) ما بين حاصرتين إضافة
(٤) ما بين حاصرتين إضافة
(٥) في الأصل (ما كان إلا وقيل) والإضافة بين حاصرتين للإيضاح
(٦) كذا في الأصل ، وما بين حاصرتين غير موجود في تحفة الأعيان للسالمى (ج ٢ ، ص ١١٦) ولا في كتاب الفتح المبين لابن رزيق (ص ٣٠٢)